البث المباشر الراديو 9090
الزعيم
مشروع الزعيم عادل إمام يشبه شخصيته، وهو مشروع نجومية ولا شيئا غير أن يكون نجما، فكان منشغلا منذ بداياته، بمشروع النجم عادل إمام، وليس مجرد الممثل أو الفنان عادل إمام.

كان يضع كرسى الزعيم أمامه ونصب عينيه، لم يتخل عن حلمه الدائم بأن يكون رقم 1 فى الأجر وفى التوزيع وفى إيرادات شباك التذاكر، ربما كان هذا الحلم يراوده منذ أن قدم أعماله الأولى فى المسرح، وتحديدا دور دسوقى أفندى فى إحدى مسرحيات فؤاد المهندس.

الزعيم

عادل إمام، شخص ذكى استطاع أن تطوعه فطنته وموهبته الربانية فى اختيار الشخصيات المناسبة فى المراحل المناسبة، وخير مثال هى مرحلة وحيد حامد وشريف عرفة، التى بدأت بـ"اللعب مع الكبار" وانتهت مع "النوم فى العسل"، وهى المرحلة التى أعادته على القمة من جديد، بعد فترة عدم اتزان فى منتصف الثمانينيات وأواخرها.

الزعيم

والفارق بين النجم والفنان أو الممثل، كالفارق بين السماء والأرض، فالأول لا يهوى التجريب ولا يحب المغامرة، أدائه يميل إلى الثبات، واختياراته تميل إلى مقولة "الجمهور عايز كده"، أما الثانى، فهو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يحب المغامرة ولا يجد حرجا من العمل مع الجميع، ولا يجد غضاضة فى التعاون مع الأجيال الصاعدة، وهو يميل أكثر لما يفهمه البسطاء عن نظرية "الفن للفن".

عادل إمام

لذا، نجد التاريخ التمثيلى لعادل إمام متنوع بين الصعود والهبوط، وفقا لمتغيرات وطبيعة الجمهور، قدم الكوميديا عندما كانت الكوميديا هى الحصان الرابح، وقدم الأكشن فى مرحلة غزو أفلام أميتاب باتشان الهندية، وقدم التراجيديا مجبرا، وفى أعمال لا يهوى ذكرها كثيرا، كـ"الحريف، وحب فى الزنزانة"، ربما أعمال قليلة للغاية توفرت فيها كل شروط النجاح والصمود مع متغيرات الزمن وهى أفلام "المشبوه، واللعب مع الكبار، وطيور الظلام، وعمارة يعقوبيان"، فضلا عن تجربته الناجحة فى المسرح، والتى لم ينجح فيها غيره بكل تأكيد، ولنا فى "الواد سيد الشغال، وشاهد ماشافش حاجة" والفترة الطويلة التى استمرت فيها، دليل واضح.

الزعيم

أما فى التليفزيون، فلم يحد كذلك عن هذا الحلم، حلم أن يكون رقم واحد أيضا، ولكنه تعامل مع التليفزيون بمنتهى الذكاء والفطنة، التى تميزه بكل تأكيد، كما ذكرنا، بدأت رحلته مع التليفزيون كنجم فى عام 1978، حيث دشن الزعيم عادل إمام اتجاها جديدا فى الدراما التليفزيونية بمسلسل "أحلام الفتى الطائر"، وهو اتجاه وسط بين الكوميديا والتراجيديا، ساعده فيه السيناريست الراحل الكبير وحيد حامد والمخرج الناجح بعدد من الأعمال المهمة حينها محمد فاضل، هذا الاتجاه الذى وضعه عادل إمام مزج بين دفتيه طرق الدراما الثلاثة، فكان التشويق حاضرا من خلال قصة هروب فتى حالم بالثراء السريع من عصابة طاردته حتى النهاية، وكان الجانب الاجتماعى حاضرا من خلال تجسيد وتشريح الطبقة التى ظهرت فى نهاية السبعينيات بعد الانفتاح الاقتصادى، والتى اعتمدت على "الفهلوة" فى طريق الصعود، بينما حضر الزعيم بنفسه كوميديا فى كثير من الأحيان، ومن منا ينسى طريقة شرح اسمه "الطاير" عندما كان يعرف نفسه لشخص جديد عبر يديه.

عادل إمام

حرفية العمل وعبقرية عادل إمام جعلت من "أحلام الفتى الطائر" أحد العلامات المهمة فى تاريخ الدراما العربية، ليصبح طريقا جديدا فى طريقة تناول الأحداث المعاشة، ولم تكد تمر خمس سنوات على تقديمه لمسلسله الأول الناجح عادل إمام قدم عددا من المسلسلات فى أوائل السبعينيات لكنها لم تصنع نفس الجماهيرية التى حققها "الطاير"، حتى فاجأ جمهوره بمسلسل آخر لا يقل عبقرية، وهو مسلسل "دموع فى عيون وقحة"، ليقدم أول قصة مبنية على أحداث حقيقية من ملفات الجاسوسية المصرية لإحدى عمليات المخابرات المصرية ضد الموساد الإسرائيلى فى مسلسل، بعد سنوات قليلة فقط على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

الزعيم

قاطع عادل إمام التليفزيون فترة طويلة، خصوصا مع فترة نجاحه وتألقه السينمائى، إلا أنه عاد ليدشن مرحلة أخرى فى الفيديو، سميت كذلك باسمه، مفضلا التعاون فيها مع عدد من المؤلفين والمخرجين وإن ظل المخرج رامى إمام "ابنه" مسيطرا على صورة الكثير منها.

عيد ميلاد عادل إمام.. رحلة الزعيم من شها إلى عرش الفن

عادل إمام الذى يوافق اليوم 17 مايو عيد ميلاده الـ82 هرم فنى عربى بلاشك فى ذلك، وهو أحد أهم الفنانين الذين أنجبتهم مصر فى تاريخها، وسيذكر التاريخ أن الزعيم ولد ولديه مشروع، أن يكون زعيما فنيا لا ينافسه فى ذلك إلا قلائل، على سبيل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب فى الغناء، أما فى عالم التمثيل فالأخذ والرد أكثر بكثير.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز