البث المباشر الراديو 9090
أحمد محمود
تلقيت أنباء عن التغييرات في المجلس الأعلى للإعلام، والوطنية للإعلام، والوطنية للصحافة، فتيقنت أننا في مصر، سنكون على موعد مع تغيرات في شكل الإعلام المصري وثبات في مسار الصحافة المصرية للفترة القادمة.

جاء أنباء اختيار الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات، والمنسق العام للحوار الوطني، رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أمر متوقع، إذ نجح رشوان في فترة رئاسته لهيئة الاستعلامات، في استعادة دورها المنوط بها، والمطلوب منها في تنظيم التعامل مع وسائل الإعلام الأجنبية، بشكل منضبط، بل وجعلها الوجهة الرئيسية، وهي بالفعل الوجهة الرسمية لكل وسائل الإعلام الأجنبية، كل ذلك أهله بما لا يدع مجالًا للشك، إلى أن يتولى منصب رئيس المجلس الأعلى للإعلام.

والحقيقة أنها مهمة ليست سهلة، فتنظيم الإعلام في مصر، بات مهمة شائكة، تتطلب إيجاد وسيلة لضمان نقل رسالة إعلامية جيدة ومتوازنة، والأهم مهنية، وهي ربما تكون مسألة سهلة فيما يخص الإعلام القومي، والقنوات المملوكة للدولة، لكن الأمر ربما يكون أكثر صعوبة، إذا أراد المجلس الأعلى للإعلام التصدي لفوضى القنوات الخاصة وقنوات التواصل الاجتماعي.

أظن أن أنباء اختيار نقيب الإعلاميين طارق سعدة، لمنصب رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ربما يكون بمثابة دعم، لجهود الأعلى للإعلام في الفترة القادمة، خاصة وأن نقيب الإعلاميين لطالما طالب الإعلاميين، ببذل مزيدٍ من الجهد، وتحري الصدق والمهنية؛ لتقديم إعلام هادف، إعلام يحافظ على بناء الشخصية المصرية، ويساند الدولة في تنفيذ خطط التنمية المنتشرة في كل ربوع مصر، لبناء الجمهورية الجديدة، كما طالبهم مرارًا بالاهتمام بتقديم محتوى مدعوم بالمعلومة المرئية والمسموعة والإلكترونية، في عصر الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، وأنه في أكثر من مناسبة كان يُذكر زملاءه من الإعلاميين بأن الإعلام أمانة مهنية، تتطلب أن يكون داخل كل إعلامي ميثاقٌ شرفٌ يلزمه بالالتزام بأخلاقيات مهنة الإعلام.

وأخيرًا فإن أنباء استمرار المهندس عبد الصادق الشوربجي في منصبه، رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة، يعد بمثابة رسالة واضحة، بأن الدولة المصرية ماضية في طريقها، نحو إصلاح المؤسسات الصحفية القومية هيكليًا، خاصة وأن الشوربجي أخذ على عاتقه منذ اليوم الأول، لتوليه مسئولية الهيئة، إصلاح الهياكل المالية والوظيفية للمؤسسات الصحفية القومية.

يؤمن الشوربجي، بأهمية الصحافة، الأمر الذي دعاه لإعداد إستراتيجية، تستهدف الارتقاء بالمحتوى الصحفي، ليتناسب مع التطورات التي تشهدها صناعة الإعلام، وقيام الصحف القومية بأداء دورها التثقيفي والتنويري، باعتبارها من ركائز الأمن القومي المصري، وهو ما يجعل استمراره في منصبة مسألة هامة لاستكمال الدور الذي يقوم به من أجل ذلك.

أعتقد أن الفترة المقبلة، ستشهد تطورًا كبيرًا في الإعلام المصري، وهو تطورٌ يواكب التغيرات الجديدة التي تحدث في الدولة المصرية، وهو تغير مطلوب لضمان متابعة، إنجازات الحكومة الجديدة في الفترة القادمة، وأيضًا متابعة نتائج الجولة الجديدة، من جلسات الحوار الوطني، وهو ما أظن أن الصحافة القومية سوف تحذو حذوه في الفترة القادمة أيضَا.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز