البث المباشر الراديو 9090
جمال رائف
المتاجرة بأزمات الوطن مهنة المرتزقة من باعوا الوطن بثمن بخس بغية تحقيق مصالح الأعداء، فشتان بين مواطن غاضب متأفف نتاج بعض الأزمات التي تواجه الدولة وبين خبيث يستغل هذا الغضب ليحوله الي سخط على الدولة ومؤسساتها، وهي محاولات مستمرة منذ عقد الفوضى الخلاقة لإيهام المواطن بكون الدولة خصم له، فهكذا يحدث التفتيت الداخلي وافشال الدول، بعد ان يتاجر اهل الشر باوجاع المواطن ويصنعون حالة احتقان تفجر الداخل بعد ان يتم اعلاء المصالح الشخصية فوق مصلحة الوطن.

أزمة الكهرباء الأخيرة كاشفة لحقيقة هامة وهي أن هناك من لا يزال يتربص بالداخل المصري وفي الصدارة جماعة الإخوان الإرهابية التي حاولت وما زالت تحاول شق الصف المصري عبر استغلال اوجاع المواطن المصري والمتاجرة بها علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لإثارة عاطفة الغضب في محاولة للسيطرة علي عقول المصريين، فلن تجد أحدا منهم يتحدث عن واقع تلك الأزمة مثلا والتي هي نتاج أزمات عالمية تتعلق بالاقتصاد والطاقة.

ولن يحدثك أحد منهم أيضا أن مصر مثلها مثل كل دول العالم تتأثر بنشوب الصراعات بنطاقات المنافذ التجارية الأهم حول العالم مثل باب المندب والبحر الأسود وبحر الصين الجنوبي وغيرها من منافذ تجارية بحرية أصابت العالم بشلل اقتصادي أثر سلبا علي سلاسل الإمداد والتوريد وفي صدارة السلع المتأثرة الغذاء والطاقة، لن يحدثك أهل الشر إلا كذبا وافتراء علي الوطن.

ستجد تسفيه لكل إنجاز وتقليل من كل منجز تحققه مصر داخليا أو خارجيا، يحدثونك عن انقطاع الكهرباء ولم يحدوثك أن مصر يمارس عليها ضغوط اقتصادية غير مسبوقة لتتنزل عن دورها الأساسي الدعم للقضية الفلسطينية، ولن يحدوثك عن 9 مليون ضيف هم كرام في وطن يتحمل المزيد من التحديات ويقاوم من أجل البقاء، ستجد فقط تزييفا للواقع ومحاولة لإقناعك بأن ما يحدث في الداخل المصري الآن ليس له علاقة بالمحيط الإقليمي والدولي في محاولة لتغييبك عن الحقيقة وهي أن مصر مثل كافة دول العالم تتأثر بل أن تأثرها مضاعف فهي دولة حدودها الثلاثة محاطة بحروب وتوترات.

هذا لا يعني أننا ليس لدينا أزمات وتحديات بل بالعكس لدينا ما يجب أن نتجاوزه بالإيمان بالوطن ورفع قيمة قدر مصريتنا، وهي مهمة مشتركة الجميع لديه بها مسؤولية، سواء المواطن ويكفي أن يكون لديه الوعي بطبيعة التحديات ومسبباتها حتى لا يكون فريسة سهلة لذئاب العقول.

وإدراك حقيقة هامة أن العشر سنوات الماضية كانت مرحلة بناء قي توقيت صعب استعدادا للوقت الأصعب فما تم بنية تحتية وتنموية غير مسبوقةهو طوق النجاة لمصر في خضم المتعيرات الدولية العنيفة التي يشعدها العالم، أما الحكومة الجديدة فهي ايضا لديها مهمة كبيرة ترتكب علي التفكير بنمط جديد يتلائم والمتغيرات الإقليمية والدولية السريعة والتي تؤثر على الداخل المصري.

وفي المقدمة يجب الاحتشاد خلف القيادة السياسية ودعمها لاتخاذ القرارات المناسبة بما يخدم مصلحة الوطن، فهي مسؤولية جماعية، والجميع شركاء.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز