البث المباشر الراديو 9090
محمد عبدالحافظ
في ليلة السادس من يونيو قبل 80 سنة، كانت شواطئ ساحل نورماندي هادئة كالعادة، قبل أنَّ تبدأ أكبر عملية إنزال بري في التاريخ العسكري علي طول 80 كيلومترات.

حيث نزلت جيوش من 4 دول عظمى هي أمريكا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا (الحلفاء)، لتحرير فرنسا من الغزو الألماني، وحسم الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور، وجرى إنزال ما يقرب من 160 ألف جندي في اليوم الأول ليصل العدد إلي ما يقرب من 3 ملايين بعد أقل من شهرين، وقاد كل هذه الجيوش الجنرال الأمريكي "أيزنهاور" الذي أصبح رئيسًا للولايات المتحدة فيما بعد.

وبعد تحقيق الانتصار الكبير تحول حلفاء الأمس إلي أعداء، وفي احتفال فرنسا بذكرى نورماندي الذي أقامته في قصر الإليزيه وحضره الرئيسين الأمريكي بايدن والفرنسي ماكرون ومسؤولين من بريطانيا شن الثلاثة هجومًا ضاريًا علي روسيا التي كانت حليفتهم الرابعة، وتوعدوا بهزيمة روسيا في حربها مع أوكرانيا.

وقال بايدن صراحة "لن نسمح بانتصار روسيا"، وكان هذا موقف دول الناتو من أول يوم للحرب "الروسية - الأوكرانية"، ولم يؤخر الدعم قليلًا لأوكرانيا سوي نشوب حرب الإبادة البربرية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني في غزة، حيث اضطرت أمريكا والدول الأوروبية إلي توجيه بوصله اهتمامها ودعمها العسكري والمادي والسياسي إلي إسرائيل. 

هذه هي لعبة السياسة القذرة، كما يطلق عليها السياسيون-التي لاشرف فيها .. فأينما تكون المصلحة توجد السياسة، وشعارهم الغاية تبرر الوسيلة، كما قال ميكافيلي في كتابه "الأمير".

ارتباك المشهد سببه الرئيسي أنَّ العالم تديره قوي واحده تتمثل في الولايات المتحدة، بعد كان متعدد الأقطاب قبل أنَّ ينهار ويتفكك الاتحاد السوفيتي، وواشنطن أصبحت علي يقين أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يحاول إعاده مجد الاتحاد السوفيتي، وأنه إذا حدث ذلك فسيؤثر علي نفوذها عالميًا، وسيسحب البساط من تحت قدميها.

وبالتالي فهناك استحالة لانتهاء الحرب "الأوكرانية - الروسية"، واستحالة مصالحة "إسرائيلية - فلسطينية". 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز