البث المباشر الراديو 9090
شنودة فيكتور
المغرب فى المربع الذهبى وسط الأربعة الكبار فى عالم الساحرة المستديرة، إنجاز كان وراءه كثيرًا من التفاصيل والعمل والحرفية فى التخطيط وليس التوفيق وحده.

اتساقًا مع فرحتنا وفخرنا وسعادتنا بالإنجاز التاريخى الذى يصنعه المنتخب المغربى فى كأس العالم 2022 قطر بعيدًا عن أى حسابات أخرى.

فلم يكن أكثر المتفائلين قبل انطلاق البطولة يمكن أن يطلق العنان لخياله ويتوقع وصول منتخب إفريقى وعربى من خارج القارة الأوروبية أوأمريكا الجنوبية إلى المربع الذهبى مقصيًا فرقًا بحجم إسبانيا والبرتغال وقبل هذا متربعًا على قمة مجموعته بجدارة واستحقاق.

كل هذا بالتأكيد لم يأتْ مصادفة أو ضربة حظ فكرة القدم عزيزى صناعة كبيرة واستثمار لا تعرف إلا المجتهدين من خلال منظومة متسقة ومتناغمة بين الإدارة الفنية والهيكل التنظيمى الشامل لكل عناصر اللعبة.

منظومة كروية مغربية متكاملة كانت تخطط باحترافية فأنشأت أكاديمية محمد الخامس لإعداد لاعبين من الناشئين فى مختلف القطاعات،  فهل تعلم صديقى القارئ أن أول منتخب عربى لكرة القدم للسيدات يتأهل لكأس العالم المقبلة للسيدات هو"منتخب المغرب"!  

المدرب الوطنى وليد الركراكى ليس مدربًا وليد الصدفة أو صاحب ضربة حظ أو وجد نفسه أمام المسؤولية بالخطأ أوالمجاملة، على العكس تمامًا فنحن أمام مدرب بداء رحلته من عام 2012 كمدرب مساعد مع مدرب مغربى وطنى "رشيد الطاوسى".

كان الاتحاد المغربى داعمًا له وبالعامية "اشتغلوا عليه" ووفروا له كل الدورات التدربيبة لتأهيله ومساندته كمدرب شاب، وهو بالطبع ليس المدرب الوطنى الشاب الوحيد وكانت إنجازات الركراكى خير شاهدًا له وأخرهم دورى أبطال إفريقيا أمام النادى الأهلى المصرى هذا العام لتكتمل الثلاثية لنادى الوداد المغربى ومن قبلهم حقق الدورى القطرى مع نادى الدحيل وكذلك الدورى مع نادى الفتح الرباطى المغربى.

تسلم "الركراكى" المهمة فى أغسطس من هذا العام بعد إقالة المدرب البوسنى الجنسية "وحيد خليلوزيتش" وهو اسم له مكانة كبيرة فى وسط المدربين المحترفين لكنه اصطدم بنجوم "أسود الأطلسى" وعلى رأسهم حكيم زياش فلم يشفع لـ "خليلوزيتش" تاريخه وتحقيقه إنجاز تاريخى مع منتخب الجزائر فى كأس العالم 2014 وتأهلهم لدور الـ 16 ليقصوا من البطولة على يد الماكينات الألمانية "آنذاك".

وكان قد سبقه فى تدريب منتخب المغرب فى 2018 الفرنسى هيرفى رينار الذى قدم مباريات قوية فى دور المجموعات وقتها ولكنه هزم من إسبانيا والبرتغال، لنجد نفسنا أمام اتحاد كرة يجيد اختيار مدربيه والتعامل بسرعة واحتراف مع أى مستجدات ونتائج دونما التأثير على القوام الرئيسى للمنتخب المغربى، بمحترفيه فى أقوى الدوريات الأوروبية وعلى رأسهم أشرف حكيمى لاعب باريس سان جيرمان من أفضل لاعبى مركز "الباك اليمين" عالميًا، وقلوب دفاع مميزة جدًا أمثال نايف أكرد لاعب وستهام يوناتيتد الإنجليزى، رومان سايس لاعب بشكتاش التركى، وقبله وليفرهامبتون الإنجليزى، وعودة المتألق حكيم زياش لاعب تشيلسى الإنجليزى بعد رحيل "خليلوزيتش" لخلافه معه وقت توليه المسؤولية.

وكذلك اكتشاف البطولة عز الدين أوناحى لاعب أنجيه الفرنسى، ويوسف النصيرى وبونو لاعبى أشبليه الإسبانى وباقى رفقائهم من لاعبى المغرب المحترفين. 

إذن نحن أمام منظومة شديدة القوة من دورى مغربى منتظم ومتكافئ، واتحاد يدير اللعبة بحرفية وتميز وكتيبه من اللاعبين المهرة والتمميزين.

هكذا، أصدقائى، يصنع الإنجاز وتنصهر صلابة المستحيل على أيدى أسود الأطلسى لنشهد تلك المباريات القوية والمركز المتقدم والتوفيق الذى لا يأتى مصادفة. 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز