البث المباشر الراديو 9090
السيسى يلتقى مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الخميس، مع مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، بحضور عدد من أعضائه من الشخصيات الدولية البارزة.

ومن الشخصيات التى حضرت اللقاء، الرؤساء السابقون لكل من بنين ورومانيا وألبانيا وفنلندا وصربيا، ورئيس وزراء البوسنة والهرسك السابق، فضلاً عن عدد من الوزراء والشخصيات البارزة وكبار العلماء والمفكرين المصريين والأجانب.

وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس السيسى ألقى كلمة فى بداية الاجتماع، رحب خلالها باللقاء السنوى مع أعضاء مجلس أمناء المكتبة.

وأشار السيسى، إلى ما تمثله المكتبة من نموذج لمؤسسة العلم والثقافة، وترسيخ قيمة المعرفة فى وقت يواجه فيه العالم تحديات جسيمة، وتعانى المنطقة العربية من مشكلات حادة.

وأضاف الرئيس أن ما يواجهه العالم من تحديات يأتى فى مقدمتها الإرهاب الذى يريد أن يهدم أسس المدنية والحضارة، وأن مصر تحارب تلك الظاهرة دفاعًا عن وطن يتسم بالتسامح والتعددية وعن المنطقة العربية والعالم بأسره، مؤكدًا أن مواجهة صناعة التطرف فكريًا تعد ضرورية لتحصين الشباب من الاتجاهات الفكرية والنفسية التى تدفع نحو السير على طريق الموت والإرهاب.

وأكد السيسى، فى هذا الإطار، أهمية الدور الذى تقوم به مكتبة الإسكندرية لمواجهة التطرف، بهدف تكوين وعى إنسانى، يتسم بروح التنوير، ورجاحة الفكر، وإنسانية النظرة.

ونوه الرئيس إلى العمل الجارى لإنشاء مدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة، وكذلك المركز الحضارى الذى يضم مجمعًا للأديان، بما يعكس الروح الجديدة التى تسود مصر.

وأضاف المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، أن السيسى أشاد بجهود مكتبة الإسكندرية لنشر الثقافة والحفاظ على التراث فى مجالات عديدة، منها مشروع ذاكرة العرب، الذى يقوم على توثيق التراث باعتباره مكونًا أساسيًا للهوية والذاكرة الوطنية لدول الأمة العربية، فضلًا عن الحملة التى نظمتها لجمع الكتب لمكتبة آشور التابعة لجامعة الموصل فى العراق، والتى كانت بمثابة رسالة توضح أهمية الثقافة والعلم والمعرفة فى مواجهة التطرف والعدوان.

كما أعرب السيسى، عن دعمه ومساندته لجهود مكتبة الإسكندرية الساعية إلى إنشاء متحف للأديان فى قصر أثرى بحلوان، يتناول تاريخ علاقة الإنسان بالديانات فى الخبرة المصرية، التى تمتد فى أعماق التاريخ، مؤكدًا أن الأديان التى تجاورت وتعايشت فى مصر تُجسد روح مصر الحقيقية، حيث عاش المصريون فى وئام مع تنوعهم الدينى، مؤكدًا أن حُسن إدراك المرء لدينه لا يكون إلا باحترام وتوقير الأديان الأخرى.

كما أشاد الرئيس السيسى، بالتوسع المستمر فى مشروع "سفارات المعرفة" التى تنتقل من خلالها مكتبة الإسكندرية إلى كل جامعة شمالًا وجنوبًا، حتى بلغت الآن نحو 20 سفارة فى الجامعات المصرية، وهناك سعى لنقل هذه الخبرات إلى مزيدٍ من الجامعات محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وطالب السيسى، مكتبة الإسكندرية بتعزيز دورها فى مجال الفضاء الرقمى، والاهتمام بالدراسات المستقبلية، وعقد مؤتمرات ترصد وتحلل المتغيرات العالمية فى مجالات الفكر والثقافة والتكنولوجيا، مشيرًا فى هذا الإطار إلى المؤتمر العلمى الذى سينطلق من مكتبة الإسكندرية بمشاركة نحو 3 آلاف عالم وباحث وشخصيات عامة من كل أنحاء العالم، لمناقشة موضوع أهداف التنمية المستدامة، وكيفية ترجمتها واقعيًا في مختلف المجالات.

وأضاف بسام راضى، أنه تعقيبًا على مداخلات السادة أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، أكد الرئيس أن التحدى الأهم الذى يواجه مصر هو تحدى تحقيق التنمية والتغلب على الفقر، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على مسارات متوازية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

ونوه السيسى، فى هذا السياق، إلى جهود تطوير المناطق العشوائية وغير الآمنة ونقل حوالي 200 ألف أسرة لوحدات سكنية لائقة المستوى، بالإضافة إلى تشييد مليون وحدة جديدة خلال الـ4 سنوات الماضية.

كما أشار الرئيس إلى الأولوية التى توليها الدولة حاليًا لتطوير التعليم بشكل حقيقى يحقق نقلة نوعية فى المستوى التعليمى والفكرى الذى يحصل عليه الطلاب بما يمكنهم من مواجهة احتياجات الواقع الذى يتغير بسرعة شديدة ويتطلب مواكبته بشكل مستمر.

كما أوضح الرئيس السيسى أن مصر تجاوزت فترة عدم الاستقرار خلال السنوات التى تلت عام 2011 بفضل تفرد الشعب المصرى ووعيه الحقيقى وإدراكه العميق لطبيعة التحديات التى واجهت مصر والمنطقة، مشيدًا بالدور الهام والتاريخى الذى قامت به المرأة المصرية فى هذا الصدد.

وأكد الرئيس السيسى كذلك على حرص الدولة على تعميق وترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح عن طريق الممارسات الفعلية على أرض الواقع، وخاصة فيما يتعلق بمبادئ المساواة وعدم التمييز بين المواطنين على أساس دينى.

وطالب الرئيس، أعضاء مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية بمساندة مصر عن طريق تفهم واقعها الحقيقى بما يحيط به من تحديات وأولويات، ونقل الصورة الحقيقية للعالم، بحيث يتسنى التوصل لتفاهم مشترك يحقق النتائج المرجوة على صعيد التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً