البابا تواضروس
ويحمل القمص تادرس لقب معلم الأساقفة والكهنة والخدام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقد رسم كاهنًا منذ 62 عامًا.
وألقى الأب القمص تادرس يعقوب ملطي، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بسبورتنج، محاضرتين في الدورة التوعوية للآباء الكهنة التي ينظمها معهد الرعاية والتربية بمقره بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، خلال الفترة من 21 مايو الماضي وحتى 25 يونيو الجاري.
وتناول القمص تادرس في المحاضرة الأولى موضوع "السماء والحياة والأبدية"، وأكد خلالها أن الدعوة المسيحية في أساسها تلزمنا بأن نعيش في السماء ونحن على الأرض، وأعطى أمثلة حياتية عديدة لكيفية وصول الكاهن للحياة السمائية، في خدمته وفي حياته الشخصية والأسرية.
بينما جاءت المحاضرة الثانية عن "أبوة الكاهن" ولفت خلالها إلى أهمية أن تكون الأبوة عنوان ومنهج خدمة الكاهن.
وتهدف دورة الآباء الكهنة والتي تحمل اسم "فلتتأصل فينا" إلى تأصيل بعض المفاهيم الإيمانية والروحية في حياة وتعليم الآباء الكهنة، من بين تلك المفاهيم: "الكنيسة، كلمة الله، الثالوث، العلاقة مع الله، التعفف، والأبدية"، وغيرها من المفاهيم التي يحتاج أبناء الكنيسة إلى التغذي باستمرار عليها لأجل نموهم وثباتهم في الله.
يشارك في دورة "فلتتأصل فينا" آباء كهنة من كنائس وإيبارشيات القاهرة الكبرى، بينما يشارك كهنة إيبارشيات الكرازة المرقسية في مصر وخارجها من خلال تطبيق ZOOM عبر شبكة الإنترنت.
معلم الأساقفة
ولد فايز يعقوب ملطي في 16 مارس 1937 وبدأ خدمته الكنسية في أسرة أبو مقار بكنيسة السيدة العذراء بمحرم بك في الإسكندرية، وتتلمذ على يد القديس القمص بيشوي كامل.
وحكى أول لقاء به قائلا بلغة بسيطة: "أول مقابلة سمعت الوعظة بتاعة أبونا بيشوي، فحبيته أوي، فقلت له أنا نفسي أعترف، عمري في حياتي ما اعترفت. عايز منك تديني تلات ساعات أحكيلك عن نفسي، وبعد الـ3 ساعات أخد ميعاد عشان أجي أعترف، قاله؛ أوي. قاله: أمتي؟ - قاله؛ دلوقتي، قاله؛ عندك 3 ساعات؟ - قاله؛ نبتدي ويحلها ربنا.
فقالي قعدت معاه وبعد 5 دقايق مش لاقي حاجة أقولها.. ابتسامته اللطيفة.. وملاطفته.. خلتني مش عارف أقول حاجة..
فقاله؛ بس مش لاقي حاجة أقولها، قاله؛ وأنا مقولتلكش عايز حاجة تاني، قاله بس نفسي أتناول، قاله؛ ما تتناول أنا منعتك!! قاله؛ أمتى؟ قاله؛ بكرة في القداس تيجي تتناول، قاله؛ بالبساطة دي؟ قاله؛ آه.. أصل ربنا بسيط ليه إحنا نعقدها؟
قالي دا كانت بداية حياتي مع ربنا لغاية اللحظة دي (لغاية ما قابلني)، قد إيه أنا فرحان بربنا.. قالي وكشفلي عن ربنا البسيط اللي مش بيعقد الأمور.
فكان اللي يهم الأب بيشوي باستمرار أن كل نفس توصل لربنا، "ومن ترشيح وضغط القمص بيشوي رسم فايز قسا في 25 نوفمبر 1962 ورقي قمصا في 1974 . وامتدت خدمته الرعوية لتشمل الإسكندرية إلى أستراليا وأمريكا.
غزارة الإنتاج
بلا مبالغة يعد القمص تادرس يعقوب هو أكثر كهنة الكرازة المرقسية إنتاجا للكتب تأليفا وترجمة وإعدادا، لدرجة تفوق الحصر، وقد اشتهر بتقديم المؤلفات المسيحية بأسعار أقل من التكلفة باعتبارها خدمة بالأساس.
وفي مجال تفسير الكتاب المقدس قدم سلسلة "من تأملات وتفسيرات الآباء الأولين" نحو 47 كتابا في تفسير العهد القديم و27 كتابا في تفسير العهد الجديد.
وفي مجال القصة القصيرة كتب القمص يعقوب فى 42 جزءا، كما قدم كتبا في علم الآباء وشخصيات القديسين. وعن الكنيسة القبطية كتاب "الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية"، كتاب "مصر في تاريخ خلاصنا"، وكتاب "الكنيسة بيت الله"، وكتاب "التقليد والأرثوذكسية" وكتاب "كنيسة جديدة وقلب جديد" وغيرها في مجال الإيمان والعقيدة واللاهوت مما يفوق الحصر.
كما أن القمص تادرس واعظ شهير له مئات العظات في المجالات اللاهوتية والروحية.
وقد أجمل جرجس فؤاد كامل في وصف الأب تادرس يعقوب ملطي، فقال:
إنه مُعلم الأساقفة والكهنة والخدام.
رائد مُفسري الكتاب المقدس.
باب معرفة الكنيسة بالآباء.
ناشر الوعي الآبائي وتعاليمهم.
ذلك الذي قلتوا عنه إنه ينقل التخم القديم
الذي وضعه آباؤنا، هو الذي قدم لهذا الجيل
تعليم الآباء وتخمهم باللغة التي نفهمها لنعيشها.
الأب الراعي القمص العلامة التقي النقي
