فوانيس خشبية على التراث القديم بالأنوار وأغاني رمضان (صور)

بورشة بسيطة على جدرانها قطعًا من الأخشاب المنحوتة على شكل هلال ومآذنة من التراث الإسلامي، يجلس إبراهيم وأصدقاءه وأمامهم طاولة خشبية يُصنعون عليها بهجة وفوانيس شهر رمضان المبارك، شباب حولوا الألواح الخشبية البسيطة إلى قطعًا فنية تجسد تراث وأصالة التاريخ العربي.

يهل رمضان وتهل معه البشائر وتفوح عطور بهجة قدومه، والفوانيس الخشبية من أيدى شباب البحيرة خير دليل لتلك البهجة الروحانية، والتي ضربت المثل في جودة الصناعة المصرية لتغزو الأسواق المحلية وتستقطب الأسواق العالمية، ليست كالفوانيس التي لطالما اعتدنا عليها كجيل حديث، ولكنها تُعيد لنا روائع الشهر الكريم قديمًا، وكأنها تأخذنا إلى رحلة لهذه الحقبة بفوانيس من المساجد والمآذن التاريخية.

من عامل غسيل أطباق لصاحب ورشة فوانيس.. قصة كفاح إبراهيم

 

"بدأت من الصفر وتعلمت فن صناعة وتاريخ الفوانيس"، هكذا تحدث إبراهيم شلبي بلال، 25 عامًا من مركز إدكو، بمحافظة البحيرة، في لقاءه مع موقع "مبتدا"، قائلاً: "تخرجت من كلية الآداب قسم آثار مصرية قديمة عام  2020، وكنت أعمل بغسيل الأطباق وأنا طالب بالجامعة، ولكنني الأن أصبحت صاحب ورشة لتصنيع فوانيس رمضان والماكيتات الخشبية".

وتابع "إبراهيم": بدأت في تصنيع الفوانيس مع نهاية فترة الدراسة على الرغم أنها خارج إطار دراستي، ولكنني قررت أن يكون لدي مشروعي الخاص، وبالفعل بدأت بكورسات بالرسم والهندسة لأتعلم من الصفر، ثم بدأت بتصنيع وتجميع الفوانيس على خطوات متتالية حتى تمكنت من تصنيعها، وبدأت أسوق لمنتجاتي على السوشيال ميديا وبالمشاركة مع أصدقاءي، وبالفعل أعجب التجار بجودة خامات الفوانيس الخشبية وأصبح لدي زبائني".

وأضاف "صانع الفوانيس": كانت البداية صعبة، ولكننا اكتسبنا الخبرة بشكل تدريجي، وبدأنا  في تحسين جودة وتصميم الفوانيس التي نصنعها، والأن نقدم مجموعة متنوعة من الفوانيس بأحجام وأشكال وألوان وتصاميم مختلفة، تتناسب مع ذوق العملاء واحتياجات السوق.

 

أسعار الفوانيس الخشبية.. مصرية 100%

 

وقال إبراهيم : تتفاوت الأسعار حسب نوع الفانوس، حيث تبدأ من 3 جنيهات للفوانيس الصغيرة المصنوعة  كالميدالية، وتصل إلى 10.50 جنيهات للفوانيس التجارية ذات الحجم 14 سم، كما أن هناك فئات أعلى تتضمن فوانيس بمقاسات وأحجام مختلفة، بإمكانيات إضافية مثل الصوت والإضاءة، وتكلفتها تزداد تدريجيًا بحسب التعديلات والمميزات المضافة.

وأشار إلى أنه يطمح بتصدير  الفوانيس التي يصنعها لدول العالم، كالسعودية والأردن والإمارات ودول آسيال وغيرهم، ليروا جمال وجودة المنتج المصرية المصنوع بأيدي شباب أم الدنيا.

واستكمل إبراهيم بلال حسبما درس بالتاريخ، قائلا: "تعتبر صناعة الفوانيس جزءًا من التراث المصري الأصيل، فهي تعود إلى العصور القديمة مع الفراعنة واستمرت عبر العصور المختلفة بمرور اليونانيين والرومانيين والحضارات الإسلامية المختلفة، وعلى الرغم من أن الفكرة انتقلت إلى الصين وأصبحت لها شعبية هناك، إلا أن المنتج المصري لا يزال يحتفظ بقيمته ورونقه.

ويطرح إبراهيم سؤالًا: هل يمكن لخريج آثار مصرية قديمة أن يعمل في صناعة الفوانيس؟

 

وأجاب "بلال" بالطبع! يمكن لخريج آثار مصرية قديمة أن يعمل في صناعة الفوانيس، فعلى الرغم من أن صناعة الفوانيس ليست مباشرة مرتبطة بدراسة الآثار، إلا أن المعرفة العميقة بالتاريخ المصري القديم والثقافة المحيطة بها يمكن أن تكون ميزة كبيرة في هذا المجال.

وتابع: يعتبر التصميم الكلاسيكي للفوانيس المستوحى من العصور القديمة من أكثر التصاميم شعبية في مصر، و يمكن للخريج الذي يمتلك معرفة عميقة بالآثار المصرية أن يستوحي أفكارًا فريدة وأصيلة لتصميم الفوانيس، مما يمنح منتجاته قيمة تاريخية وجمالية فريدة.

علاوة على ذلك، يمكن للخريج أن يساهم في تحقيق المزيد من الأبحاث والدراسات حول فن صناعة الفوانيس في العصور القديمة، ويمكنه استخدام خبرته في الآثار والتراث لتوثيق تاريخ الفوانيس وتطورها عبر العصور، مما يساهم في إثراء المعرفة حول هذا الفن التقليدي.