شيخ الأزهر
وأشار فضيلة الإمام الأكبر خلال برنامجه الأسبوعى "حديث شيخ الأزهر" الذى يذاع على الفضائية المصرية، إلى أنَّ هناك شكلاً آخر من صور الابتلاء يكون باعتبار النظر إلى فقر الشخص وغناه، فإنْ كان الابتلاء للعبد بالفقر فالمطلوب منه الصبر، أمَّا إذا كان العبد المبتلى غنياً فالمطلوب منه الشكر، موضحًا أنَّ الشكر هنا ليس التلفظ بكلمة "الحمد لله والشكر لله" فقط ويأخذ المال ويستمتع به، إنَّما يكون الشكر هنا من جنس ما أنعم الله به عليه، فإنْ أنعم الله عليه بالمال فعليه أنْ يُخرج من هذا المال القدرَ المبين فى الشرع، ويقول الحمد لله الذى وفقنى أنْ انتصر على نوازع نفسى وأُخرج هذا القدر الذى أنعم الله على به.
وحذر فضيلة الإمام الأكبر من خطورة انتشار صور التبذير والإسراف والسفه فى مجتمعاتنا العربية، مطالبًا بضرورة تبنى برامج عالمية وأعمال فنية توضح للناس خطورة هذا الأمر، قائلا: "أنا عشت بين أسر أجنبية، ورأيت الذين يمتلكون الأموال لا ينفقونها بهذه الصورة، وليست لديهم متع بهذه الصورة، لأنهم يركزون على تعليم المسؤولية، ويعلمون أنَّ الحياة مسؤوليات، ولكن هنا فى العالم العربى لا نركز على تربية تعلم المسؤولية بدليل أنَّ أبناءنا وبناتنا - فى شريحة معينة - من كثرة المال والرفاهية، يريدون أنْ يفعلوا كل شئ، حتى وصل الأمر بهؤلاء الأبناء فى بعض الأحيان إلى الانتحار، لأنه تعود أن يَطلب فيُطاع، مؤكدًا أنَّ هذه التربية تربيةٌ فاسدة، وأنَّ أول ضحايا هذه التربية الفاسدة هو الولد أو البنت".
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أنَّ الإسلام تدخَّل ومنع السفه والتبذير والإسراف بلا داعى، مؤكدا أنه لا يمكن أن يحل المال محل التربية السليمة أبدًا، وأنَّ الحكمة من تدخل الشريعة والقرآن مع الغنى فى أمواله، هى تنظيم المسار لمصلحته ومصلحة أبنائه، كما أن الإسلام راعى فى النظام المالى مصلحة المجتمع من حقوق فى مال هذا الفرد مثلما راعى حقوق أسرته ونبه على أن التقصير بالحقوق هنا أو هنا يخل بالنظام العالمى وهو ما نعيشه الآن.
