البث المباشر الراديو 9090
 السد العالى وش الخير على مصر
تحتفل مصر فى 15 يناير 2021، باليوبيل الذهبى لافتتاح السد العالى على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الروسى نيكاتا خروشوف.

بناء السد

بدأت الفكرة على يد المهندس المصرى اليونانى الأصل أدريان دانينوس، حيث تقدم إلى مجلس قيادة الثورة بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان، لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه، وبالفعل بدأت الدراسات فى العام ذاته من جانب وزارة الأشغال العمومية المصرية، وأقر التصميم النهائى للسد ومواصفات وشروط تنفيذه عام 1954.

وفى عام 1955 تقدم البنك الدولى بمعونة بما يساوى ربع تكاليف السد، لكن تم سحب العرض فى العام التالى لما وصف بأنه "ضغوط استعمارية"، وفى عام 1958 تم توقيع اتفاقية بين الاتحاد السوفيتى ومصر، لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولى من السد، وفى العام التالى 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.

 السد العالى وش الخير على مصر

بدأ بناء السد فى عام 1960 وقدرت التكلفة الإجمالية بمليار دولار، حيث عمل فى بناء السد 400 خبير سوفييتى، وانتهى العمل فى بنائه عام 1968، وثبت آخر 12 مولدًا كهربائيًا فى عام 1970، وتم افتتاحه رسميًا فى عام 1971.

مواصفاته

السد العالى هو سد مائى على نهر النيل فى جنوب أسوان، ساعد السوفييت فى بنائه، واستهدف ناصر من إنشائه 4 أهداف هى إنتاج الكهرباء، تنظيم الرى، تخزين المياه، ومنع فيضان النيل.

اختارت الهيئة الدولية للسدود والشركات الكبرى، السد العالى كأعظم مشروع هندسى شيد فى القرن العشرين، جاء فى حيثيات الاختيار أن مشروع السد العالى تجاوز ما عداه فى المشروعات الهندسية المعمارية العملاقة، لما حققه من فوائد عادت على الجنس البشرى، كما وفر لمصر رصيدها الاستراتيجى فى المياه بعد أن كانت مياه النيل من أشهر الفيضانات تذهب سدى فى البحر.

يُعد السد العالى من أهم المشروعات الهندسية التى نفذتها ثورة 23 يوليو، كما إنه من أبرز المزارات السياحية بمحافظة أسوان، ويبلغ طول السد 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترًا، فيما يصل عرض القمة 40 مترًا، وارتفاعه 111 مترًا، ويتكون من 3 أجزاء هى جسم السد وبحيرة التخزين ومحطة الكهرباء.

تم تصميم جسم السد بعد دراسات وأبحاث عالمية عديدة بحيث يكون من النوع الركامى المزود بنواة صماء من الطفلة وستارة رأسية قاطعة للمياه، فيما تكون المياه المحجوزة أمام السد العالى بحيرة صناعية كبيرة (بحيرة التخزين) طولها 500 كيلومتر، ومتوسط عرضها 10 كيلومترات، وسعة تخزينها الكلية تصل إلى 162 مليار متر مكعب.

كما توجد محطة الكهرباء عند مخارج الأنفاق حيث يتفرع كل نفق إلى فرعين مركب على كل منهما توربينة لتوليد الكهرباء، بعدد 12 توربينة قدرة كل منها 175 ميجاوات وبطاقة إجمالية للمحطة قدرها 2100 ميجاوات، فيما تبلغ الطاقة الكهربية المنتجة 10 مليارات كيلووات / ساعة سنويًا.

 السد العالى وش الخير على مصر

فوائد بناء السد

شهدت مصر قبل بناء السد فيضانات عارمة، حيث يقول المؤرخون وفقا لما ذكرته "بى بى سى عربية" إن من أشدها فيضان عام 1887، وبلغ إيراد مصر من المياه حينها نحو 150 مليار متر مكعب من المياه، وحمل النهر جثث الضحايا من السودان وجنوب مصر حتى المصب.

وأقيمت مشروعات التخزين السنوى للمياه، مثل خزان أسوان وخزان جبل الأولياء على النيل للتحكم فى إيراد النهر المتغير، كما أُقيمت القناطر لتنظيم الرى على طول مجرى النهر.

وانتهى خطر الفيضان تماما بعد بناء السد العالى، الذى عمل على حماية مصر من الفيضان والجفاف أيضا، حيث أن بحيرة ناصر تقلل من اندفاع مياه الفيضان، وتقوم بتخزينها بشكل دائم للاستفادة منها فى سنوات الجفاف.

كما أسهم السد فى زيادة مساحة الرقعة الزراعية بمصر، وساعد على زراعة محاصيل أكثر استهلاكا للمياه مثل الأرز وقصب السكر، كما أنه أدى إلى تحويل المساحات التى كانت تزرع بنظام الرى الحوضى إلى نظام الرى الدائم.

السد العالى.. أرشيف

كما وفر الطاقة الكهربية التى تستخدم فى إدارة المصانع وإنارة المدن والقرى، وأدى إلى زيادة الثروة السمكية عن طريق بحيرة ناصر، وكذلك تحسين الملاحة النهرية طوال العام.

وتشير بى بى سى عربية، إلى أن السد حمى مصر من كوارث الجفاف والمجاعات، فى سنوات الفيضانات الشحيحة مثل الفترة من عام 1979 إلى 1987، حيث تم سحب مايقرب من 70 مليار متر متر مكعب من مخزون بحيرة ناصر، لتعويض العجز السنوى فى الإيراد الطبيعى لنهر النيل، كما حمى السد مصر من أخطار الفيضانات العالية، التى حدثت فى الفترة من عام 1998 إلى 2002.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز