كتاب الأديب سعيد الشفاج
ويعتبر هذا المنجز ثالث إصدارات سعيد الشفاج في حقلي الشعر والرواية والسينما، وقد جاء كثمرة جهود سنوات من الاهتمام بالحقل الفني بالمغرب والعالم العربي.
جاء الكتاب في فصلين: الأول هو بحث تاريخي في سيرة الرعب منذ العهد الروماني مرورا بعصر الظلمات في أوروبا إلى العصر الحديث وحاول فيه الشفاج أن يؤكد أن المشاهد الرعبية التي تميز السينما العالمية وخاصة الأمريكية هي امتداد الأصول الإغريقية التي كانت تجعل من الفرجة الدموية كترفيه وتسلية عندما كانت الحشود تتجمهر لمشاهدة أشكال التعذيب والصراع بين الحيوانات الضارية والعبيد من الشعوب الآخرى.
وفي الفصل الثاني حلل الشفاج العلاقة بين الصورة الرعبية في السينما والرواية العربية، وكيف أن السينما العربية لم تستغل مشاهد الرعب في السرد العربي لتحوله إلى مادة فنية باستثناء بعض المحاولات المحتشمة.
وتناول الناقد بالتحليل والنقد بعض المتون الروائية لتأكيد أن ملامح الصراع الرعبي متواجدة بالمسرودات العربية بعيدا عن أدب الرعب واختار بعض الروائيين من المغرب ومصر والسودان والإمارات واليمن والعراق.
يشكل هذا الكتاب طفرة نقدية مميزة يعوض ندرة الدراسات في سينما الرعب بالعالم، كما أن أهميته ترجع إلى التنظير وتفكيك بنية الصورة السينمائية، ويعطي الانطلاقة للبحث في السينما وعلاقتها بالكتابة الروائية.
