البث المباشر الراديو 9090
دينا باول
باتت المصرية دينا حبيب، مستشار الأمن القومى السابقة بالبيت الأبيض، هى المرشحة الأقرب لمنصب سفير أمريكا بالأمم المتحدة، وذلك وفق تصريحات لمسؤولين مهمين داخل البيت الأبيض، إذ أكد ترامب لمسؤوليه أنها مرشحه المفضل لتحل محل السفيرة المستقيلة نيكى هيللى.

وشغلت باول "دينا حبيب" منصب نائب مستشار الأمن القومى بإدارة ترامب سابقًا، وهى الآن مسؤول تنفيذى رفيع المستوى فى مؤسسة الخدمات المالية "جولدمان ساكس"، كما أنها مقربة من إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكى، وصهر زوجها جاريد كوشنر، وكلاهما عضوان بارزان فى البيت الأبيض، وفوق كل هذا تمكنت دينا من الحفاظ على علاقات ودية مع الرئيس الأمريكى حتى مغادرة البيت الأبيض بداية العام الجارى 2018.

وفى الوقت الذى تبدو فيه باول هى الخيار الأفضل والأقرب للرئيس ترامب لتحل محل نيكى هايلى سفيرًا لأمريكا بالأمم المتحدة، إلا أن المعارضة الداخلية قد تأتى بما لا تشتهيه السفن، إذ سبق وانتقد جون إف كيلى، رئيس موظفى البيت الأبيض، أداءها فى الإدارة الأمريكية، معتبرًا أنها كان حادة ولم تتبع بروتوكولاته، حسبما أشار ثلاثة مسؤولين فى الجناح الغربى.

بولتون يتجاوز الخلافات الضيقة

كما سبق واختلفت دينا باول مع مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، حول بعض القضايا السياسية، لاسيما وأنها تتميز بنظرتها العالمية الأقل تشددًا.

وفى رسالة إلكترونية نقلت محتواها صحيفة "الواشنطن بوست"، قال جاريت ماركيز المتحدث باسم مستشار الأمن القومى، إن بولتون يدعم أى مرشح سفيرًا بالأمم المتحدة، وينفذ أجندة الرئيس ترامب.

بينما أشارت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لافتةً إلى تعليقات ترامب العلنية حول مسألة اقتراب دينا باول كأقرب المرشحين للمنصب، وقال فى هذا الصدد: "بالتأكيد يجرى النظر فيها، فلقد قامت بعمل رائع، وكانت معنا كما تعلمون ، لفترة طويلة".

ترامب: «ممتازة.. لكنها واحدة من بين أربعة آخرين»

وكان الرئيس فى إيرى، بنسلفانيا ، ليلة الثلاثاء فى مسيرة انتخابية، عندما أدلى بتصريحاته عن دينا باول: "كانت معى من البداية.. إنها بالتأكيد ممتازة لكنها واحدة من بين أربعة أو خمسة مرشحين لهذا المنصب، وعامة نفحص الأمر بجدية بالغة، وسيكون وجودها جيدًا، فقد قامت بعمل رائع، ولدينا أربعة أو خمسة مرشحين رائعين فعلاً".

وحسبما تشير صحيفة "واشنطن بوست"، فإن وضع الأشخاص متقلب جدًا لدى ترامب، إذ يستند الأمر على الاندفاع، ففى الوقت الذى يصف فيه المسؤولون دينا باول بأنها المرشح الرئيسى للأمم المتحدة، إلا أنهم يؤكدون أن "هذا يمكن أن يتغير 360 درجة"، فالأمر لا يزال يخضع للمداولات الداخلية.

الجمهوريون يفضلون دينا باول

وفى الحقيقة فإن الكثير من الجمهوريين المعتدلين ينظرون إلى دينا باول على أنها شخصية ذات تأثير إيجابى فى إدارة ترامب، لاسيما وأنه رئيس يميل إلى سياسية خارجية زئبقية، ويميل إلى النهج الانعزالى بتقليل المعونات الخارجية وعدد القوات.

علاقات طيبة.. ووثيقة أمن وطنى طموحة

ويشير مسؤولون إلى أن باول تتمتع بعلاقات وثيقة مع هيلى وعدد من كبار المسؤولين الجمهوريين، علاوة على أنها صديقة شخصية لوزير الخارجية مايك بومبيو، وكانت لاعبًا أساسيًا فى وضع وثيقة خاصة باستراتيجية الإدارة الوطنية للأمن، وهى الوثيقة التى حازت على نظرة إيجابية من العديد من الجمهوريين، ويصفها الناقدون بأنها وثيقة أكثر طموحًا مما يريده ترامب.

ساهمت فى بناء الثقة بـ«جولدمان ساكس» بعد أزمة مالية

وتقود دينا باول حاليًا صندوق التنمية السيادية لشركة "جولدمان ساكس"، وتعرف كقيادة متميزة بين عدد من قادة العالم الرئيسيين، إذ أن ساهمت فى بناء الثقة وصقل سمعة البنك البولندى فى أعقاب أزمة مالية ضربت الاقتصاد.

على الجانب الآخر لا يحبذ بعض حلفاء ترامب المرشحة باول، إذ يعتبرونها "عولمة" ويعدون مواد ضدها فى محاولة لإقناع ترامب باختيار شخص آخر والتخلى عن اختيارها، ومن بين تلك المواد المضادة عمل باول الحالى مع حكومات أجنبية بما يهدد فرص الاستثمار التى قد لا تتوافق مع مصالح الولايات المتحدة، ومن بين هؤلاء المعارضين فرانك جافنى التى ادعت أن "باول التى كانت نائباً لمستشار الأمن القومى، إتش آر ماكماستر، كثيرًا ما أفسدت جدول أعمال ترامب".

شكوك حول تصريحات جافنى

بينما تواجه جافنى نفسها انتقادات حادة، وهى الناشطة المعادية للإسلاميين وذات الصلات الوثيقة ببولتون، وذلك بسبب انتقاداتها المستمرة للعديد من المسؤولين الحكوميين، ووصفهم بأنهم أدوات لحركة إسلامية عالمية دون أدلة دامغة.

وتشير "واشنطن بوست" إلى أنه لا يوجد دليل على ارتباط باول بأى من هذه المجموعات، وهو ما أكده بولتون الذى لا تتماشى أيديولوجيته مع باول.

وقال شخص مقرب من بولتون، إنه من غير المرجح أن يعارض باول بنشاط، مع العلم بأنها قريبة من كوشنر وإيفانكا ترامب.

وأشارت مصادر مطلعة فى البيت الأبيض إلى أن بعض المحافظين ذوى الصلة بترامب كانوا يفضلون ريتشارد جرينبل، سفير ألمانيا، ليحل محل هيلى، إلا أن ترامب استبعده تمامًا مؤكدًا فى تصريحاتٍ صحفية أنه لم يكن أبدًا ضمن المرشحين، وأن الرئيس مسرور بعمله فى الخارج.

نشأة مصرية

يُذكر أن دينا حبيب باول ولدت عام 1973 فى العاصمة المصرية لأب يعمل ضابطاً فى الجيش المصرى، وأم متخرجة فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فى عام 1977، وقررت أسرتها القبطية البسيطة الهجرة إلى ولاية تكساس الأمريكية، حيث كان والدها يقود حافلة، ويدير مع والدتها بقالة فى مدينة دالاس.

وفى أمريكا، نشأت دينا على الثقافة المصرية، وأتقنت اللغة العربية، وتفوقت فى دراستها، ودرست الآداب الليبرالية، ومزيجاً من العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع والعلوم السياسية وعلم الجريمة.

انطلاقتها السياسية

وبعد تخرجها فى جامعة تكساس فيى أوستن، حصلت على دورة تدريبية فى مكتب عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية كاى بيلى هاتشيسون التى تتبوأ منصب مندوبة الولايات المتحدة فى حلف شمال الأطلسى "الناتو" حالياً، وهى متزوجة برجل العلاقات العامة، ريتشارد باول، ولديهما ابنة، ويقيمون فى ولاية نيويورك.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز