البث المباشر الراديو 9090
الدكتور طارق فهمي
ثورة 30 يونيو، لحظة زمنية شاهدة على رفض وجود الجماعات وعودة مؤسسات الدولة الوطنية، فهي بداية تأريخ لتدمير وكسح مخططات الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة، وتصحيح مسار الأمن القومي العربي، ثورة 30 يونيو أرخت لاستمرار بقاء الدول الرئيسة المحيطة بمصر (ليبيا والسودان وفلسطين) وقدمت نموذجا ملهما لبناء الدولة الوطنية في مواجهة مخططات المليشيات والجماعات، حسب قول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدوليّة، وخبير الأمن القومي ودراسات الشئون الإسرائيليّة، وعضو مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن.

وأوضح أستاذ العلاقات الدوليّة، في تصريحات خاصة لـ"مبتدا" أن "القيادة السياسية أكدت على التمسك بالدولة الوطنية في مواجهة الفواعل من غير الدول، أو التنظيمات والمليشيات العاملة في الإقليم، حيث تعمل المليشيات على اقتناص دور الدولة الوطنية، وقد حدث هذا بالفعل مع تنظيمي القاعدة وداعش في مراحل معينة، ويحدث هذا الآن مع الفصائل الموجودة في لبنان والعراق وغزة".

القيادة السياسية تمسكت بالدولة الوطنية

أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي

وأكد خبير الأمن القومي، أن القيادة السياسية المصرية تمسكت بالتأكيد على الدولة الوطنية، لأنه من الطبيعي أن تكون للدولة حدودها ودورها ومرتكزاتها للدفاع عنها، وحمى الله مصر بأن لا يتم اقتطاع جزء منها في قبضة أى جماعة، وأن تحافظ على كامل التراب الوطني تحت سيادة الدولة المصرية".

وتابع الدكتور طارق فهمي: "واستشهد هنا بما قاله الرئيس السيسي خلال احتفال المولد النبوي الشريف في 2017 عقب هجمات جماعة أنصار بيت المقدس على مسجد الروضة بسيناء: «مصر تواجه حربًا مكتملة الأركان تسعى إلى هدم الدولة، وتدعمها قوى خارجية بالسلاح والمال تسعي لفرض هيمنتها على المنطقة وإثناء مصر عن القيام بدورها الإقليمي، الذي لا يهدف سوى إلى ترسيخ الأمن والاستقرار وتسوية ما يشهده الشرق الأوسط من أزمات».

وأشار عضو مركز الدراسات الاستراتيجية بواشنطن: "الدول العربية استلهمت روح ثورة 30 يونيو، وتحركت القيادة السياسية في النطاقات الاستراتيجية للدولة المصرية لتثبيت حالة الاستقرار السياسي والاستقرار الأمني، وهو ما جعل مصر بؤرة الارتكاز في الإقليم".

وتابع: "كل الدول المحيطة بمصر، مهدد رئيسي لاستقرار الإقليم، وقد عبر الرئيس السيسي عن هذه الحالة عندما قال: "الإقليم متوتر ومضطرب في كل مكان" ويقصد به التأكيد على أن حدود الدولة المصرية تتعرض لتحديات".

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية

سوريا

ونوه أستاذ العلاقات الدولية: "على المستوى العربي، نجد أن سوريا تستعيد عافيتها بفضل التحركات المصرية، وعادت إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وهنا تجدر الإشارة إلى أنها لم تستعيد عافيتها كافة، ولم تعود حتى الآن سوريا التاريخية التي نعهدها".

لبنان

"لبنان يتعافى من التحديات الحدودية مع إسرائيل، فقد قام بترسيم الحدود البحرية، وسوف يرسم لبنان الحدود البرية بعد أن يعود الاستقرار في الشرق الأوسط، ومازال الأردن يملك مؤسسات وطنية متماسكة، وتتحرك مصر لمحاولة تأكيد الدولة الوطنية".

ليبيا

وعن ليبيا قال الدكتور طارق فهمي: "ليبيا حالة مختلفة، ومصر لها جهود في دعم بناء المؤسسات الأمنية الليبية وفي مقدمتها الجيش الوطني الليبي، ونبني شراكة مع المؤسسات الوطنية العربية لحماية حدودنا".

السودان

عقدت القيادة السياسية لقاءات لاستضافة الحوار السوداني في القاهرة، للتأكيد على وحدة الشعب السوداني، ومصر لها تحركات في مجموعة شرق إفريقيا ومجموعة إيجاد، وعلى مستوى الاتحاد الإفريقي، مصر على مقربة من جميع الأطراف في السودان".

بناء الجيوش العربية

أكد وخبير الأمن القومي ودراسات الشؤون الإسرائيليّة: "مصر لديها إمكانية في بناء الجيوش العربية، ومنها إعادة بناء الجيش الليبي، وإعادة بناء الجيش السوري، وتقديم الخدمات للجيش العراقي، كل هذه التحركات هي نتائج طبيعية لثورة 30 يونيو".

الدكتور طارق فهمي


مشروع الشرق الأوسط الجديد والمستجد

وكشف أستاذ العلاقات الدولية، عن مخطط جديد يستهدف الشرق الوسط: "مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أعلنت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية في 2005، يقوم على تجزيئ الدول إلى أجزاء ووحدات عشائرية وطائفية، وأما مشروع الشرق الأوسط المستجد، الذي يتم تنفيذه حاليا، يقوم على إعادة تجزئة المجزأ، السودان مثالا واضحا، بعد تقسيمها إلى السودان وجنوب السودان، السودان الآن مرشح لأن يصبح 4 كيانات، وليبيا مرشحة للتجزئة إلى 3 كيانات (شرق وغرب وجنوب)، وسوريا أصبحت هي فقط الحدود المرسومة بالدم في العاصمة والمدن الأربعة المجاورة، وباقي سوريا تقسيمات إرهابية وجيوش أجنبية".

واستطرد الدكتور طارق فهمي: "يعمل مشروع الشرق الأوسط المستجد على شطر الإقليم، بمعنى أن دول الإقليم ذاتها تعاني أزمة هوية وأزمة شرعية، وصعود دور الأقليات في العالم العربي، كما يحدث في العراق، الشيعة والسُنة والدولة الكردية".

وشدد حبير الأمن القومي: "تقف مصر كقوي وطنية إقليمية، حائط صد أمام تنفيذ مخطط مشروع الشرق الأوسط المستجد في العراق ولبنان، وتتعاون مصر مع الجزائر والنطاقات الإقليمية الفاعلة للحفاظ على الاستقرار السياسي والاستقرار الأمني في الشرق الأوسط".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز