البث المباشر الراديو 9090
صعود اليمين
منذ تصدر اليمين القومي المتشدد نتائج الانتخابات الأوروبية الأخيرة، محققًا انتصارات ساحقة في القارة العجوز، أصبح قادة أوروبا التقليديين أمام أزمة سياسية غير محسوبة العواقب.

انتصارات ساحقة

لكن الانتصارات الساحقة لليمين القومي المتشدد طرحت التساؤلات الملحة عن الأسباب وراء انتصار اليمين، إذ تشير التقارير إلى أن آيديولوجية اليمين المتغيرة غذته، وحوَّلته إلى تيار كبير يثق به الناخبون في مواجهة سياسات حكام أوروبا الحاليين، بعدما تحولوا إلى موظفين إداريين تقودهم إستطلاعات الرأي العام، وليس العكس!

3 ملفات ترجح كفة اليمين المتشدد

وكانت الأسباب كثيرة وراء بروز اليمين القومي في أوروبا بقوة، إلا أن هناك 3 ملفات أساسية رجحت كفة هذا التيار في القارة العجوز، وهي: "الشخصية القيادية، والمسار الاقتصادي والهوية الثقافية، وهي الأمور التي ضاعت في ظل الحكومات الليبرالية التي جعلت وجهتها الشركات التجارية والأسواق وصناديق المال، دون أي اعتبار للناخب.

قادة أوروبا يفتقدون الحكمة والرؤية

وبالتفصيل، أصبحت الشخصية القيادية عنصرًا أساسيًا يفتقده الناخب الأوروبي، بعدما تحول قيادات أوروبا إلى مجرد موظفين إداريين، يفتقدون إلى الحكمة والمجازفة، وأصبحت سياساتهم تعتمد على استطلاعات الرأي المتغيرة صباحًا ومساءًا، فتحولت قراراتهم السياسية بسبب هذا السلوك إلى حالة من التخبط وفقدان البوصلة والرؤية، ولم يعد الناخب يرى أمامه قادة يوحون بالثقة.

القرار السياسي رهينة أسواق المال

كذلك، أصبح القرار السياسي في أوروبا تحت سطوة الشركات الاقتصادية وأصحاب المال والأسواق وصناديق المال، وأصبح المسار الاقتصادي الليبرالي معتلاً في أوروبا، بينما يصر القادة الحاليين على اعتماده كحل أوحد، وبعمى، دون أي محاولة لتقديم حلول اقتصادية بديلة تنقذ شعوبهم من توغل الشركات.

وبالفعل، انتقلت صناعة القرار السياسي من السلطة السياسية إلى المؤسسات والشركات الاقتصادية وصناديق المال، وأصبح رهينة لأصحاب المال، وطوقت منظومة الاقتصاد حرية الناخب ونشاطه بأدوات الدولة.

تقزم الدول تحت عباءة الاقتصاد الليبرالي

وتحت عباءة الاقتصاد الليبرالي المتغول وأصحاب الشركات تقزمت الدول الأوروبية، فقد أصبح السوق والشركات الاقتصادية هي الممول لحملات المرشحين، وبالتالي أصبح لها الأولوية عن الناخبين، وأصبحت هي من تجلب السياسيين، فكانت النتيجة كراهية شديدة من الناخبين للسياسيين وضياع الثقة بهم.

الهوية الثقافية في خطر

وكان الملف الثالث وهو الأخطر: الهوية الثقافية، فقد انتبه مواطنو أوروبا إلى خطر على الهوية الثقافية بفتح البلدان للهجرات من ناحية، وإقرار سياسات تهدم المجتمعات مثل (حرية الشذوذ والمثلية الجنسية) من ناحية أخرى، الأمر الذي أيقظ الوعي الأوروبي للمخاطر على الهوية واحتمال فقدانها.

ووجد الناخبون الأوروبيون ضالتهم في اليمين القومي المتشدد، الذي رفع شعار الهوية ضد مخاطر الأجانب، وركزوا في هذه المسألة على المسلمين، نظرًا للاختلافات في القيم، لذا عاد صراع الحضارتين الإسلامية والمسيحية إلى السطح في أوروبا.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز