البث المباشر الراديو 9090
ترامب
أثار خطاب الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، لإعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، جدلا كبيرا فى الشارع الأمريكى وانتقادات واسعة خصوصا من قبل الديمقراطيين، الأمر الذى جعل أمامه العديد من التحديات التى يجب أن يتخطاها للوصول للبيت الأبيض من جديد، أبرزها فوزه بترشيح الحزب الجمهورى، فضلا عن المواجهات القضائية التى قد تهدد حلمه فى انتخابات 2024.

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه عقب انتهاء جولة التجديد النصفى فى انتخابات الكونجرس 8 نوفمبر الحالى، لم يحصل المرشحون من أتباع ترامب على الفوز المريح الذى يرضى قيادات الحزب الجمهورى، وهو ما قد يدفعهم للانصراف عنه والبحث عن وجه جديد. 

تحديات تربك ترامب 

وأضافت الصحيفة، أن إعلان ترامب لم يأت فى الظروف التى كان يريدها، إذ عجلت به قضايا متعددة تستهدفه، كظهور منافسيه المحتملين، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، ومايك بنس نائب الرئيس السابق، وضعف نتائج الحزب الجمهورى، إضافة إلى أن من دعمهم فى "الولايات المتأرجحة" تعرضوا للهزيمة جميعا تقريبا.

ترامب

لم يقتصر الأمر على ذلك، حيث بدأت القضايا المتعلقة بالرئيس السابق تظهر على الساحة من جديد، ما يبرز التحديات القانونية التى يواجهها وهو يخوض انتخابات ثالثة للبيت الأبيض، والتى تضمنت أزمة الوثائق والاحتيال الضريبى فى نيويورك وكشف سجلاته الضريبية للديمقراطيين فى الكونجرس وأخيرا قضية التشهير التى تتهمه فيها سيدة باغتصابها.

فبخلاف الرؤساء منذ سبعينات القرن الماضى، رفض ترامب الكشف عن بياناته الضريبية أثناء وجوده فى منصبه وتوجه إلى القضاء لعرقلة طلب الكونجرس. الأمر الذى جعل المحكمة العليا تقضى بتسليم العائدات الضريبية إلى لجنة الطرق والوسائل بمجلس النواب.

الرئيس الأمريكى دونالد ترامب

احتيال ضريبى

كذلك، تحقق وزارة العدل أيضا مع الرئيس السابق لاحتمال عرقلة سير العدالة، والتعامل الجنائى مع السجلات الحكومية، وانتهاكات قانون التجسس، الذى يحظر التخزين غير المصرح به لمعلومات الدفاع الوطنى، وذلك بعد مداهمة منتجع ترامب فى فلوريدا والحصول على تلك السجلات.

أما فيما يخص قضايا الاحتيال الضريبى، حدد القاضى إرثر إنجورون فى مانهاتن تاريخ 2 أكتوبر 2023، لجلسات الدعوى التى تم رفعها من قبل المدعى العام فى نيويورك ليتيتيا جيمس ضد ترامب وأبنائه الثلاثة ومنظمة ترامب، بعد تحقيق استمر ثلاث سنوات حول ما إذا كان هو وشركته قد تلاعبوا بقيم العقارات للحصول على استثمارات وفوائد ضريبية وقروض، وقالت محامية الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، إنه سيدلى بشهادته تحت القسم.

ترامب تاور - مقر الحملة الانتخابية

ووفقا للصحيفة، تورط الدعوى القضائية بشكل مباشر ترامب نفسه حيث تزعم أن المستندات المزورة "تمت الموافقة عليها على أعلى المستويات فى منظمة ترامب - بما فى ذلك من قبل ترامب نفسه".

تهم اغتصاب

وعن تهم الاغتصاب، كان من المقرر أن تظهر كاتبة العمود السابقة جان كارول، أمام محكمة فيدرالية فى مدينة نيويورك لحضور جلسة استماع فى دعوى التشهير التى رفعتها ضد ترامب فى نوفمبر 2019، إذ اتهمت كارول الرئيس السابق بمحاولة اغتصابها فى التسعينيات، ونفى ترامب بشدة هذه الاتهامات ووصفها بأنها كاذبة، وأكد أنه لم يلتق كارول، مشيرا إلى أنها كانت تحاول بيع كتابها الجديد من خلال مهاجمة الرئيس، وردا على ذلك، رفعت كارول دعوى قضائية ضد ترامب بسبب الإضرار بسمعتها.

ومن المقرر إجراء محاكمة فى فبراير. إذ تقول كارول إنها تخطط أيضًا لتقديم مطالبة منفصلة بموجب قانون نيويورك الذى يدخل حيز التنفيذ فى عيد الشكر، مما يسمح لضحايا الاعتداء الجنسى المزعومين برفع دعوى بغض النظر عن الإطار الزمنى.

الكونجرس الأمريكى

وتأتى هذه الخطوات قبل أسابيع قليلة من انتهاء ولاية الكونجرس الحالى وسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب فى يناير بعد فوزهم بغالبية ضئيلة فى انتخابات منتصف الولاية التى جرت فى الثامن من الشهر الجاري. وعلى الرغم من تعيين ترامب موالين له فى المحكمة، فإن القضاة لم يحكموا لصالحه بتاتاً بهذا الخصوص، ولا سيما سماحهم فى عام 2020 بنقل سجلاته الضريبية ووثائقه التجارية إلى مكتب محامى مقاطعة مانهاتن.

انتخابات الكونجرس

من جهة أخرى، أكد استطلاع أجرته جامعة "Harvard CAPS-Harris"، أن 20% من الناخبين قالوا إن ترامب كان الخاسر الواضح بعد انتخابات 8 نوفمبر، بينما اعتبر 12% أن الحزب الجمهورى هو الخاسر. وقال 15% منهم إن الديمقراطيين كانوا أكبر الخاسرين، بينما قال 23% إنهم غير متأكدين أو لا يعرفون.

وتأتى هذه النتائج بعد خسارة عدد من المرشحين الذين دعمهم ترامب فى الانتخابات التى جرت قبل حوالى الأسبوعين، ما أثار تكهنات بأن قبضته على الحزب تضعف.

دونالد ترامب

ورقة رابحة بيد ترامب

وعلى الرغم من جميع تلك الأمور إلا أن ترامب لن يتخلى عن ترشحه بسهولة ويتشبث بالثأر لكرامته السياسية استنادا إلى عدة عوامل جوهرية قد تحسم المعركة الانتخابية، فهو لديه العديد من الملفات التى يعول عليها للفوز على الرئيس الديمقراطى الحالى.

على سبيل المثال، لايجد ترامب أفضل وأنسب من الحرب "الروسية ـ الأوكرانية" ليمارس مزيدا من الإحراج لأسلوب بايدن فى التعاطى مع الأزمات العالمية، إذ سارع بالترويج لكارثة الفاتورة الباهظة التى يتكبدها الاقتصاد الأمريكى نتيجة دعم أوكرانيا والتى بلغت حوالى 60 مليار دولار خلال الفترة مابين فبراير وأكتوبر، مؤكدا أن الرئيس الحالى جو بايدن، أرهق الاقتصاد الأمريكى وتعمل مع الأزمة الأوكرانية على حساب بلاده.

كما أكد أن الجمهوريين يرسمون خطتهم على أساس "خيار التفاوض" مع روسيا وتجنب الحرب المباشرة، وذلك من أجل إحياء الاقتصاد الأمريكى من جديد ومواجهة التضخم. 

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز