قبل رحيله بـ5 سنوات.. رحلة صراع عباس فارس مع الزمن

صوت فريد يملأ المكان، وحضور مهيمن يخطف الأنظار، هو عباس فارس، أيقونة من أيقونات الفن المصري، ذلك الفنان المتميز الذي نال شهرة واسعة بأدواره المتنوعة، تاركا بصمة خالدة في ذاكرة المشاهدين.

ذكر الناقد الفني إلهامي سمير على صفحة "الحكواتي" بموقع "فيسبوك"، أن عباس فارس، صاحب الصوت الأجش الذي لا ينسى، تميز بأداء أدوار الكفار والجاحدين والمتآمرين ببراعة فائقة، حتى ظن البعض أنه شخص شرير في الواقع.

لكن، كانت حقيقة عباس فارس مغايرة تماما لتلك الأدوار، فهو إنسان طيب وهادئ ومؤمن، لا يفوت صلاة، ولا يفارق المصحف يده، حتى في أثناء التصوير.

واجه عباس فارس في آخر 5 سنوات من حياته صعوبات جمة، حيث تغير الواقع الفني، وظهرت أصوات جديدة، وبدأ البعض يطالب باعتزاله.

لكن، لم يستسلم عباس فارس لتلك الضغوطات، بل واجهها بصبر وعزيمة، باحثا عن شيء يشغله وينسيه همومه.

فوجد ضالته في الدعوة إلى الله، حيث كان يمر على المقاهي والكازينوهات والكافتيريات، ينصح الناس ويرشدهم إلى طريق الصواب.

لم يكن عباس فارس يبحث عن مقابل مادي من وراء ذلك، بل كان يؤمن بأنه يستثمر في خير عظيم يفيده في الدار الآخرة.

رحل عباس فارس تاركا وراءه إرثا فنيا عظيما، وقلبا مؤمنا لا يلين، ونموذجا يحتذى به في الصبر والعزيمة والإيمان.

عباس فارس، رحلة فنية وإنسانية تلهم الأجيال وتخلد ذكراه في قلوب محبيه.