عبد المنعم مدبولى
اشتهر مدبولي، بأعماله الكوميدية، التي قدمها على خشبة المسرح والسينما والتلفزيون، ولقب بـ"ملك الكوميديا".
ولكن مدبولي، لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان فنانا شاملا، يمتلك موهبة فنية متعددة، فقد كان مخرجا ومؤلفا، وكان يحب الرسم والنحت، ومارس هذه الهوايات على مدار حياته.
لعل من أبرز الأعمال التي كشفت عن مواهب مدبولي الأخرى، هي أغنية "زمان" التي قدمها في سياق فيلم "مولد يا دنيا"، والتي أشاد بها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، ووقتها كشف مدبولي سر إتقانه الغناء بهذا الشكل المؤثر، بقوله إنه كان يحتفظ في ذاكرته بصورة سائقي "الحناطير" الذين يقفون أمام مدرسته الابتدائية بحي باب الشعرية، ويرتدون البذل السوداء المستعملة، وينتظرون أن يطلبهم أحد، ليسيروا بعرباتهم التي تجرها الخيول أمام الجنازة، أو يطلبوهم ليقدموا القهوة في أماكن العزاء، وخلال انتظارهم ساعات طويلة، كانوا يرددون المواويل وأغاني الصبر بأصوات مليئة بالشجن والحزن.
وهكذا استطاع مدبولي، أن ينقل هذه المشاعر إلى صوته، ويقدم أغنية "زمان" بأداء مؤثر، جعلها واحدة من أجمل الأغاني التي قدمها في مسيرته الفنية.
ولعل هذه الأغنية تؤكد أن مدبولي كان فنانا موهوبا، يمتلك القدرة على تجسيد مختلف الشخصيات والمشاعر، سواء كانت كوميدية أو حزينة.