البث المباشر الراديو 9090
سقوط الإخوان فى فخ العمالة لأمريكا‎
ارتبط مفهوم الجهاد الإسلامى المرضى عنه دوليًا بوجود الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى البيت الأبيض، الذى سعى خلال إدارته لاستغلال جماعات الإسلام السياسى وعلى رأسها الإخوان كسمسار توريد مقاتلين إلى أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتى.

بعد خروج كارتر من البيت الأبيض وتأسيسه لمؤسسة كارتر للسلام عاد للتحرك فى الشرق الأوسط وارتبط بمؤسسات إخوانية وبتيار الإخوان فى الولايات المتحدة وكان من الشخصيات المحورية التى قدمت الإخوان بمفهوم جديد للمنظمات الحقوقية والمراكز البحثية الأمريكية بل ولعب دورا فى خفض مؤشر الخوف من وصولهم للحكم فى مصر قبل الانتخابات التى فاز بها المعزول محمد مرسى .

كارتر يضمن الإخوان لإسرائيل

فى مارس 2012 ظهر كارتر فى حوار مع صحيفة "ذا مورنييج نيوز" الأمريكية، وقال إنه اجتمع مع قادة الإخوان المسلمين الذين أكدوا له شخصيا أنهم سيحترمون معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التى كان كارتر شريكًا فى توقيعها عام 1979، موضحا أنهم يعلمون أن حفاظ مصر على معاهدة السلام مع إسرائيل مهمة لمصر كما أنها مهمة لإسرائيل، وأنه ليس لديه شك فى أن الإخوان سيتحملون المسؤولية تمامًا وسيكملون عملية السلام مع إسرائيل، وربما يطبعون العلاقات أيضًا مثل تركيا، وفى نهاية الحوار قال إنه يمكن الوثوق فى الإخوان بضمانه الشخصى.

الثقة التى تحدث بها كارتر كانت تشير إلى أحد أمرين: إما أنه مقتنع بقيادات الإخوان الذين التقى بهم وناقش معهم مستقبل الاتفاقية، وإما أنه كان يحمل رسالة من قيادات التنظيم الدولى للجماعة بأنهم على استعداد للتعاون مع إسرائيل، والغريب ان حديث كارتر تجاهل تماما شعار الحملة الانتخابية لمرشح الإخوان "على القدس رايحين شهداء بالملايين" التى تسير عكس حديثه للإعلام الأمريكى.

اقرأ أيضًا:

تبرعات لهيئة الإغاثة الإسلامية

فتح هذا التقرير النار على كارتر وعلى علاقته بالجماعة الإرهابية وبالتيار الإسلامى فى أمريكا وعلى رأسه هيئة الإغاثة الإسلامية، وظهر كارتر كثيرًا فى حفلات جمع التبرعات لصالحها فى الولايات الشمالية ذات الأغلبية الديمقراطية، ورغم نفى انتمائها للإخوان إلا أن كل بياناتها وتصريحات مسؤوليها تتطابق مع مواقف الجماعة الرافضة لثورة 30 يونيو.

تدير المنظمة 7 مكاتب إقليمية فى الولايات المتحدة؛ فى شمال كاليفورنيا وجنوب كاليفورنيا وإلينوى، وفلوريدا ونيوجيرسى وتكساس وفيرجينيا، وتنتشر أنشطتها على مستوى العالم فى 36 دولة هى أفغانستان وبنجلاديش وألبانيا وبنين والبوسنة وإفريقيا الوسطى وتشاد والشيشان والصين والإكوادور وإثيوبيا وغانا وغينيا والهند وإندونيسيا والعراق والأردن وكينيا وكوسوفو ولبنان ومالاوى وماليزيا ومالى وبورما ونيبال والنيجر وباكستان وفلسطين والصومال والفلين وجنوب أفريقيا والسودان وجنوب السودان وسوريا وتونس واليمن.

يرأس هذه المنظمة حاليا إخوانى من أصل مصرى يدعى خالد لماضة وكان له حوار مع المصرى اليوم فى أغسطس الماضى، نفى فيه كالعادة عضويته فى التنظيم الدولى، لكنه أكد أنه ابن للحركة الإسلامية، وبرر توقيعه على بيان إدانة عزل مرسى بأنه موقف شخصى، مشددًا على قوة تنظيم الإخوان فى مصر وقدرته على حصد 40% من مقاعد البرلمان إذا ما خاض الانتخابات بعد 30 يونيو.

وأعلن فى الحوار دعمه لهيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية التى خسرت الانتخابات أمام ترامب، وهو نفس موقف الجماعة التى كانت تبنى آمالا عريضة على فوز كلينتون والحصول على دعمها مثل أوباما للعودة مرة أخرى للسلطة وهو ما يفسر صدمة الجماعة من فوز ترامب.

وتهتم المنظمة بمشروعات التربية والإعلام، وتنظيم الندوات والحفلات الموسيقية، وبرامج التوعية العامة للمساعدة فى تمويل المشروعات المحلية والدولية بميزانية تبلغ 120 مليون دولار، تذهب 25% منها لسوريا، وهو ما يشير إلى رغبة الجماعة فى ربط أعضائها بأفكارها، فالاستثمار الرئيسى للجماعة فى أى مكان حول العالم يركز فى المرتبة الأولى على عملية التربية لأنها أفضل طريقة لغرس أفكار الجماعة المتطرفة فى الأجيال الجديدة، ثم امتلاك سلاح الإعلام وبعد ذلك الندوات والحفلات لتقديم نجوم الجماعة للمجتمعات الدولية وزيادة الترابط بين أفرادها.

وتتبع المنظمة فى أمريكا المنظمة الأم التى تم تأسيسها عام 1984 فى بريطانيا بمشاركة مجموعة من شباب الإخوان، الذين كانوا يدرسون الماجستير أو الدكتوراة وقتها وكان من بين المؤسسين الدكتور عصام الحداد الذى تولى منصب مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، ويترأس إدارتها بجانب "الحداد" مجموعة من قيادات الإخوان، على رأسهم أحمد كاظم الراوى، عراقى الجنسية، وهو شقيق الدكتور عصام الراوى، أحد أقطاب تنظيم الإخوان بالعراق، إضافة إلى آخرين، من بينهم الدكتور هانى عبدالجواد البنا المنصورى، الذى ينفى دائمًا خلال حواراته فى صحف أجنبية وعربية وجود أى صلة له بعائلة حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، لكن المفاجأة كانت فى نهاية مايو 2013 عند ظهوره الأول فى مصر كمتحدث رسمى باسم مؤتمر "تكامل"، وهو المؤتمر الذى دعا له الرئيس المعزول لجمعيات المجتمع المدنى فى مصر، بحضور 250 جمعية، منها جمعيات تابعة لتنظيم الإخوان.

فى الحلقة القادمة: أسرار المنظمات الإخوانية فى بريطانيا وكيف تسللت عناصر الجماعة لمنظمة العفو الدولية.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً