البث المباشر الراديو 9090
ريهام المهدي
مع مرور 11 عاما على ثورة 30 يونيو المجيدة، أطلقت الأكاديمية الوطنية للتدريب، أول حلقات برنامجها "NTA بودكاست" والذي تم الإعلان عنه من خلال الصفحة الرسمية للأكاديمية بمواقع التواصل الاجتماعي.

وكان لي هذه النظرة بصفتي إحدي المتابعين لنشاط الأكاديمية عن كثب، وبدايةً عليّ أن أشيد بصاحب هذه الفكرة والتي ذكرتها الدكتورة رشا راغب في سياق الحوار، لأرجع بعد ذلك واستطرد شهادتي بالحلقة.

للوهلة الأولى نجد مذيعتان ومجموعة من الشباب غير معلومين للكثير وبحضور الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، وفي أثناء الحوار وتعريف كُلٍ من هؤلاء الشباب نكتشف أنهم فخر صناعة الشباب المصري الذين تخرجوا من دفعات البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، والمعروف باسم plp بما فيهم المذيعتين.

صحيح أن مناصبهم اختلفت، ما بين محافظ ونائب محافظ ورئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة ومنسق عام لمنتدى شباب العالم حتي نصل إلي المدير التنفيذي لشركة "انطلاق" المتخصصة بريادة الأعمال، وأخيرا لباحث في الاقتصاد المصري.

ورغم تنوع مناصبهم ومراكزهم إلا أنهم اجتمعوا على شيء واحد في هذا اللقاء يكمن في كونهم كانوا مجرد شباب أصحاب فكرة استطاعوا أن ينضموا إلي صفوف الأكاديمية الوطنية للتدريب؛ ليتطور لديهم بعد ذلك آلية كيفية صياغة الفكرة ووضعها بقالب التنفيذ، مما يعني أن البداية كانت انعدام فكرة الوساطة ولعل هذا هو السر الحقيقي فيما هم عليه الآن، وهذا هو أيضا ما أكدته الدكتورة رشا راغب في مستهل حوارها في أكثر من عبارة منها:

"مافيش حد وحش لكن في حد ما اخدش الفرصة الصحيحة اللي تحطه بالمكان الصحيح"، لتعود بعد ذلك وتضيف أن الأكاديمية غير مختصة بالتعيين فهي تؤهل أصحاب السمات القوية والمرغوب فيهم بطبيعة الحال، ولعل خير مثال على ذلك هو الدكتورة رشا راغب ذاتها والتي لم تتول منصب المدير التنفيذي للأكاديمية نتيجة محسوبية أو من فراغ فكما هو معروف لدينا أن الدكتورة رشا راغب قد شغلت منصب عميدة فرع "جامعة إسلسكا الدولية" في دولة أوغندا بين 2013 و2018 ونائبه الرئيس لتطوير الأعمال والتخطيط الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط في "جامعة إسلسكا" بين 2011 و2018 ومديرة مركز المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في الأردن بين 2002 و2008.

كما تولت العديد من المناصب منها مديرة إقليمية لفرع الأكاديمية في كل من البحرين والكويت ولبنان وتونس في الفترة ذاتها وهي أيضا مسؤول تطوير الأعمال في "الوحدة التنفيذية للمعونة الانمائية"، إضافة إلي أنها حاصلة على دكتوراه في التسويق من الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة سياتل في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فهي أجدر من يمثل الأكاديمية الوطنية للتدريب جوهرا وقالبا، لذا فإن حديثها دائمآ هو الأصدق.

لم تقتصر روعه الحوار على حديث الدكتورة رشا راغب والذي جمع بين التوجيه والإرشاد وبث روح الأمل بنفوس الشباب بل امتد ليشمل الكوادر الموجودة بالجلسة، فلكلٍ منهم حكاية تعمد أن يسردها لتكون خارطة طريق لكل شباب مازال يقف على أعتاب البداية.

وبالختام فبهذا الحوار، بات للجميع أن الأكاديمية الوطنية للتدريب استطاعت أن تثبت أنها معقل توطين الاستثمار البشري في مصر وستستمر حاملة هذا اللواء، ولعل بدايته كانت وجود 37 ألف خريج بسوق العمل حظوا بالتأهيل للقيادة فنراهم اليوم أول من استعانت بهم مصر ضمن خارطة الطريق نحو الجمهورية الجديدة.

فهدف تمكين الشباب بعد أحداث ثورة 30 يونيو ليس مجرد عنوان لمشروع قومي لبناء الإنسان كما هو معروف بل هو في حقيقة الأمر إعادة بناء الشباب المتهدم، وكما هو معروف أن الترميم أصعب من البناء فكان لازما على الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يوجه بإعادة صياغة فكر المستقبل من خلال إعادة بناء واستثمار ثروة مصر بالشباب.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز