البث المباشر الراديو 9090
الكاتب محمد عبدالمنعم
تقرير حديث نشرته صحيفة "واشنطن بوست" يسلط الضوء على مشكلة حادة تواجهها صناعة التكنولوجيا اليوم، وهي الاستهلاك الهائل للطاقة الكهربائية من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

فمع التطور السريع واستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، تبرز تحديات جديدة تتعلق بالاستدامة البيئية والاقتصادية.

الزيادة الهائلة في استهلاك الطاقة

تشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، خاصة تلك المعقدة والمستخدمة في التعلم العميق وتحليل البيانات الضخمة، يتطلب قدرات حوسبية هائلة، هذه القدرات تأتي مع تكلفة بيئية مرتفعة، حيث تحتاج مراكز البيانات إلى كميات ضخمة من الكهرباء لتشغيل الأجهزة وتبريدها، مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يزداد الضغط على شبكات الطاقة، مما يثير قلقًا بشأن قدرة هذه الشبكات على تلبية الطلب المتزايد.

البصمة الكربونية لمراكز البيانات

تشير التقديرات إلى أن مراكز البيانات تستهلك حوالي 1% من الكهرباء العالمية، وهذه النسبة مرشحة للزيادة مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي.

البصمة الكربونية لمراكز البيانات ليست فقط نتيجة استهلاك الكهرباء، بل تشمل أيضًا التبريد والنقل والصيانة، هذا الاستخدام المكثف للطاقة يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية، مما يعزز تأثير الاحتباس الحراري وتغير المناخ.

جهود شركات التكنولوجيا الكبرى

تدرك شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت وأمازون التحديات البيئية والاقتصادية المترتبة على استهلاك الطاقة الكبير، لذا تستثمر هذه الشركات بكثافة في الأبحاث والتطوير لإيجاد حلول مبتكرة تقلل من استهلاك الطاقة.

وتتضمن هذه الحلول:

تحسين كفاءة الخوارزميات: تطوير خوارزميات أكثر كفاءة يمكن أن يقلل من الحاجة إلى طاقة حوسبية كبيرة.
تقنيات التبريد المتقدمة: استخدام تقنيات تبريد أكثر فعالية وكفاءة يمكن أن يقلل من استهلاك الطاقة في مراكز البيانات.

الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة: الاستثمار في الطاقة الشمسية والرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة لتشغيل مراكز البيانات بشكل أكثر استدامة.

تطوير أجهزة أكثر كفاءة: ابتكار أجهزة حوسبة تستهلك طاقة أقل يمكن أن يساعد في تقليل البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي.

تحديات مستقبلية واستدامة

رغم الجهود المبذولة، يبقى التحدي الكبير في تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة. يتطلب هذا التحدي تعاونًا عالميًا وتفكيرًا إبداعيًا للتوصل إلى حلول فعّالة ومستدامة.

يجب أن تعمل الحكومات والمؤسسات البحثية والصناعات معًا لتطوير سياسات ومعايير تضمن الاستخدام المستدام للذكاء الاصطناعي.

تقرير "واشنطن بوست" يبرز أهمية التوجه نحو حلول مستدامة لمواجهة التحديات البيئية الناجمة عن استهلاك الطاقة الهائل في صناعة الذكاء الاصطناعي.

مع استمرار الابتكار والتطوير، يمكن لشركات التكنولوجيا أن تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق هذا التوازن، مما يساهم في حماية البيئة وضمان مستقبل مستدام لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز