البث المباشر الراديو 9090
شحاتة سلامة
"العودة معًا".. ليس مُجرد شعار لفعاليات النسخة الرابعة من منتدى شباب العالم، التى تُقام هنا على أرض السلام "شرم الشيخ"، وإنما دعوة للعالم أجمع يوجهها المشاركون فى هذا الملتقى الدولى، من أجل التكاتف والترابط فى مواجهة الجائحة، والتصدى لها بإرادة العمل والرغبة فى النجاح واستمرار الحياة.

لا سبيل للإنسانية لتجاوز تحديات بقائها وأزماتها الراهنة سوى إخلاص النوايا وإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف والعمل المُشترك من أجل الإنسانية والسلام، هكذا لخص الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال إعلانه انطلاق فعاليات المنتدى، الرسالة الأهم والأبرز لهذا التجمع الشبابى الدولى، فبالعمل المُشترك من أجل الإنسانية سنعبُر الأزمة ونتجاوزها إلى أبعد حدود، وسيعود العالم مُتعافيًا من آثارها.

عامان حرمنا فيهما الفيروس اللعين من المنتدى الشبابى الأهم والأبرز على مستوى العالم، والذى بات بمثابة منظمة شبابية عالمية لإعداد الكوادر الشبابية من جميع الدول، حتى جاءت النسخة الرابعة لتؤكد قدرة مصر على التحدى والمواجهة، وقدرة شبابها على التغيير والتأثير، عبر تنظيم رفيع المستوى، وأجندة تعج بالقضايا العالمية الشائكة.

تابعت عن قُرب فعاليات افتتاح المنتدى فى يومه الأول، والذى جاء مُذهلًا من كافة جوانبه، غير أن روعة التنظيم وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية بعناية فائقة، كانت من وجهة نظرى هى الجانب الأكثر إلهامًا، أدهشت الروبوتات "مصرية الصنع" الحاضرين، بتعقيمها الفائق للقاعات، وقيامها بقياس درجات الحرارة، وتقديمها للمأكولات والمشروبات للحضور، وتوزيعها للكمامات.

وكانت المفاجأة بالعرض الذى قدمه إحداها أمام الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها اللجنة المُنظمة مع شركات مُتخصصة فى مجال التأمين الطبى بتطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا.

وقف الروبوت، أمام الرئيس والحضور من ضيوف مصر والمشاركين من 196 دولة، مُستعرضًا الإجراءات التكنولوجية التى اتخذتها اللجنة المنظمة للوقاية من فيروس كورونا المُستجد، حيث جرى تعقيم الأسطح باستخدام تكنولوجيا الأشعة فوق البنفسجية، وتعقيم الهواء باستخدام أحدث الأجهزة، فضلًا عن تعقيم جميع وسائل المواصلات، والتأكد من استخدام مجموعة أدوات العناية الصحية الخاصة بكل زائر، إلى جانب استخدام التكنولوجيا غير المسبوقة لتقليل التعامل البشرى وزيادة وعى الزوار.

انعقاد المنتدى وتنظيمه بهذه الصورة المُبهرة، فى وقت تبحث فيه العديد من دول العالم عن عُنق زجاجة تهرب منه بعيدًا عن شبح كورونا، يُعد نجاحًا لكل من شارك وفكر ونظم، ونجاح يُحسب فى المقام الأول لبرامج تدريب الشباب التى رعاها الرئيس السيسى، واستطاعت تخريج كوادر قادرة على تنظيم فعاليات بهذه القوة وسط ظروف استثنائية يمُر بها العالم.

تلك هى صورة مصر التى كُنا نحلم بها، الدولة القادرة على التحدى والمواجهة، الدولة التى لا تعرف المُستحيل، الدولة التى تُقدم للعالم القدوة والنموذج، الدولة التى بات شبابها مصدر إلهام لشباب العالم أجمع.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز