البث المباشر الراديو 9090
مرض السكرى
اكتشف علماء معهد "سكريبس" للأبحاث بـ كاليفورنيا، أن تحليل نوع معين من الخلايا المناعية فى الدم يمكن أن يساعد فى تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكرى من النوع الأول، وهو مرض مناعى ذاتى قاتل.

إذا تم التحقق من النهج الجديد فى الأبحاث المستقبلية، فقد يتم استخدامه لاختيار الأشخاص المحتملين للعلاج الذى يوقف عملية المناعة الذاتية، مما يجعل مرض السكرى من النوع 1 حالة يمكن الوقاية منها.

وفى دراسة نشرت فى 5 يوليو 2023، عزل الباحثون الخلايا التائية نوع من الخلايا المناعية من عينات دم من الفئران والدم البشرى.

من خلال تحليل الخلايا التائية التى يمكن أن تسبب مرض السكرى من النوع الأول، تمكنوا من تمييز المرضى المعرضين للخطر الذين لديهم مناعة ذاتية نشطة من أولئك الذين ليس لديهم مناعة ذاتية ملحوظة - بدقة 100٪ فى عينة صغيرة.

يقول كبير مؤلفى الدراسة "لاك تايتون"، دكتوراه فى الطب وأستاذ فى قسم علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة فى معهد سكريبس": "تمثل هذه النتائج خطوة كبيرة إلى الأمام لأنها توفر إمكانية اكتشاف عملية المناعة الذاتية هذه فيما لا يزال هناك وقت للوقاية من مرض السكرى أو تأخيره إلى حد كبير".

يحدث مرض السكرى من النوع الأول عندما يقوم الجهاز المناعى بتدمير "خلايا جزيرة" المنتجة للأنسولين، ويمكن أن تحدث عملية المناعة الذاتية التى يقوم عليها مرض السكرى من النوع الأول على مدار سنوات، مع بدايات وتوقفات متعددة.

كيفية بدء العملية بالضبط ليست مفهومة جيدًا، على الرغم من أنه من المعروف أنها تنطوى على عوامل وراثية ويمكن أن تنجم عن عدوى فيروسية روتينية.

عندما يحدث هذا المرض، يحدث ذلك عادة فى الطفولة أو فى البداية السن البالغة ويتطلب استبدال الأنسولين مدى الحياة.

يقدر الباحثون أن حوالى مليونى شخص يعانون من مرض السكرى النوع الأول فقط فى الولايات المتحدة.

فى عام 2022، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على علاج مثبط للمناعة يمكن أن يحمى خلايا الجزر وعلى الأقل يؤخر ظهور مرض السكرى لأشهر إلى سنوات إذا تم إعطاؤه فى المراحل المبكرة من المناعة الذاتية.

ومع ذلك، لم يكن لدى الأطباء طريقة جيدة لتحديد الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا من مثل هذا العلاج، فقد قاموا تقليديًا بفحص مستويات الأجسام المضادة لخلايا "الجزيرة" فى عينات دم المريض، لكن استجابة الجسم المضاد هذه لم تكن مقياسًا دقيقًا للغاية لتطور المناعة الذاتية.

يقول لاك تايتون: "مستويات الأجسام المضادة للجزيرة ضعيفة التنبؤية على المستوى الفردى، ومرض السكرى من النوع الأول هو فى الأساس مرض تحركه الخلايا التائية".

فى الدراسة، بنى تايتون وفريقه مجمعات بروتينية لتقليد مزيج البروتينات المناعية وشظايا الأنسولين التى تتعرف عليها عادةً الخلايا التائية المتخصصة التى تسمى خلايا CD4 T لبدء تفاعل المناعة الذاتية.

استخدموا هذه التركيبات كطعم لالتقاط خلايا CD4 T المضادة للأنسولين فى عينات الدم، ثم قاموا بتحليل نشاط الجين داخل الخلايا التائية التى تم التقاطها، وتعبير البروتينات على الخلايا، لقياس حالة تنشيطها.

وبهذه الطريقة، تمكنوا من تطوير خوارزمية تصنيف تحدد بشكل صحيح المرضى المعرضين للخطر، فى مجموعة من تسعة، لديهم مناعة ذاتية مستمرة ضد خلايا الجزيرة.

يأمل تايتون الآن فى التحقق من صحة النهج القائم على الخلايا CD4 T من خلال دراسة طويلة الأجل فى مجموعة أكبر من المشاركين، ومقارنة هذا النهج بالنهج التقليدى لتحديد كمية الأجسام المضادة المضادة للجزيرة.

ويعمل تايتون وزملاؤه أيضًا على جعل عملية عزل الخلايا التائية المضادة للجزيرة T فى عينات الدم وتحليلها ميسورة التكلفة وملائمة، بحيث يمكن استخدامها بسهولة أكبر فى بيئة سريرية.

يقول تايتون: "إذا تمكنا من تطوير هذا إلى طريقة مفيدة لتحديد المرضى المعرضين للخطر وتتبع حالة المناعة الذاتية لديهم، فلن يكون لدينا فقط طريقة لإدخال الأشخاص المناسبين فى العلاج، ولكن أيضًا سنكون قادرين على مراقبة تقدم المرض وتقييم العلاجات الوقائية الجديدة المحتملة".

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز