البث المباشر الراديو 9090
البابا تواضروس
ألقى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة لقداس أحد السعف الذى رأسه فى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون ونقل عبر الإنترنت والفضائيات المسيحية.

 
وجاء نص كلمة البابا تواضروس فى العظة كالتالى:
 
كل سنة وحضراتكم طيبين.. فى هذه المناسبة، الاحتفال بأحد الزعف، أحد الأعياد السيدية الكبرى. نحتفل بعمل السيد المسيح الخلاصى، هذا اليوم يوم فرح وفى أسبوع الآلام كل يوم له حدث. بالأمس سبت لعازر نراه المسيح المحيى، اليوم أحد الزعف نراه المسيح المفرح، يوم الإثنين المسيح الديان، يوم الثلاثاء نراه المسيح المعلم، يوم الأربعاء نراه المسيح المحب رغم الخيانة، يوم الخميس نراه المسيح المتضع، الجمعة العظيمة نراه المسيح الملخلص، سبت النور نراه النور، أحد القيامة نراه القائم.
 
هذا اليوم هو يوم الفرح، وبين الأحدين نحتفل بأسبوع الآلام. قداس أحد الشعانين له صفات خاصة:
1- نأتى حاملين سعف النخل.
 
2- هذا القداس يسبقه دورة الشعانين بقراءاتها الاثنا عشرة، ونصلى فيها مزمور وإنجيل 12 إنجيل فى دورة الشعانين.
 
3- هو القداس الذى نقرأ فيه أربعة أناجيل لنفس الحدث من خلال البشيرين الأربعة.
 
4- بعد الانتهاء من القداس نصلى التجنيز العام، وهذه الصلاة تُصَلَّى مرة فى السنة، وهذا اليوم متميز فى ترتيبه وصلواته ونغماته المفرحة.. أحد الشعانين يوصف بأنه حدث نبوى، حدث ملكى، حدث شعبى.
 
1- حدث نبوى
 
بالأمس السيد المسيح أقام لعازر وهذه المعجزة كانت الفيصل، فبعدها قرر اليهود موت المسيح، وبعد أن بات في بيت عنيا، دخل أورشليم. حدث نبوي لأنه تمت فيه نبؤات، نقرأ نبؤة زكريا "اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. "(زك ٩ :٩.) وهذا الحدث تتميم لنبؤات العهد القديم.
 
2- حدث ملكى
 
المسيح دخل أورشليم وسط هتاف ملكى كان الظن أنه الملك الذى جاء ليخلصهم من الرومان. وفلسطين كانت مستعمرة رومانية، وأراد اليهود التخلص من هذا الحكم. لكن السيد المسيح جاء ليملك على القلوب وليس الأرض. وهذا الحدث ملكى لأنه أتت الصرخة خلصنا وهوشعنا أى خلصنا من هذا الاحتلال.  
 
3- حدث شعبى
 
على مستوى الشعب استقبلوه وهو استقبال فريد فى شكله وصفاته وتفاصيله واستقباله، كان من الخليقة كلها وفيها النباتات والحيوان والإنسان.
 
النباتات استقبلوه بأغصان الزيتون وسعف النخيل الأكثر شهرة، استقبلوا به المسيح، وابتدأ الشعب يمسك الزعف ويضعه على الأرض فرحًا باستقبال المسيح فالملوك تستقبل بالسيوف أما المسيح استقبل بالزعف لأنه رمز للنقاوة وتعبير عن النقاوة وأيضًا الزعف به خطوط مستقيمة والاستقامة هنا فى مفهومها أنتم استقامة العالم.
 
أيضًا نحن الأقباط اجتهدنا وصنعنا فنونا من الزعف وشكلنا أشكالا كثيرة.
 
والزعف يعلمنا روح الطاعة ونشعر أيضًا أن ملمسه شحمى ناعم أى تعبير عن حياة الرحمة أخيرًا النخلة هى نبات عالٍ وهذا يعلمنا حياة النمو فالزعف مثل كل النباتات يستخدم فى استقبال الملك.
 
استقبال الحيوانات: السيد المسيح اختار أن يركب حمارا وجحش ابن أتان، والحمار هو أحد الحيوانات المسالمة وقليلة الأمراض وأحد الحيوانات التى تساعد البشر، فهو مسالم ومساعد، أوقات نصفه بالغباء، لكنه يمتاز بالبساطة الوداعة وتربيته أفضل من أى حيوان آخر. المسيح لم يستخدم الخيول لأنها للفرسان الذين يحاربون. المسيح استخدم الحيوان الوديع كتعبير عن البساطة والوداعة.
 
الأمر الثالث البشر، وهم لم يكونوا من الأغنياء، بل كانوا من البسطاء، وقالوا النشيد الجميل الجالس فوق الشاروبيم وهى تربط بين السماء والأرض. الخليقة تشترك فى استقبال السيد المسيح فهل أنت مستعد تستقبله أيضًا؟ 
 
يسألنى كيف تستقبله؟ استقبله فى بيتك مثل زكا عندما أعلن رغبته فى رؤية السيد المسيح ويذهب المسيح لزيارته يجلس معه ولكن قبل أن يأتى لبيتك يجب أن يأتى لقلبك، فهل قلبك جاهز ومستعد لاستقبال المسيح وهذا يستغرق العمر كله ولكنى أساعدك أقول لك نوعيات قلوب بعيدة عن استقبال السيد المسيح وهى:
 
1- القلب المتجمد
 
الذى يرفض دائمًا متذمر غير راض.
 
2- انشغال القلب
 
الذى دائمًا يقول لا يوجد وقت، ولكن من محاسن العطايا هذه الظروف فى الوباء وجود وقت نصلح فيه قلبنا.
 
3- فتور القلب
 
قلب بلا إحساس لا يشعر بشىء، فرصة اليوم أنك تترك الفتور لأن المسيح قال اعطنى قلبك.
 
4- برود القلب:
 
وهو القلب الخالى من المحبة والخدمة وهو قلب لا يعرف الرحمة. 
 
5- عمى القلب
 
القلب الذى ليس به نور ولو عدنا للأسبوع الماضى كانت معجزة فتح أعين المولود أعمى ومن التعبير المشهور "فلان أعمى القلب" اترك القلب الأعمى واتجه لله.
 
6- القلب المكتفى
 
وهو من عيوبه أنه بلا نمو وبلا معرفة قوية للمسيح. 
 
7- القلب السطحى
 
وهو بلا أعماق وشكلى وليس له أعماق.
 
هذه السبعة أنواع تحرم الإنسان من استقبال المسيح وأنتم اليوم فى ظل ظروف هذا الوباء، نقول له يارب تعالى اسكن فينا. أنت مسؤول عن كل قلب واهتمامك بأسرتك أهم من أى شىء قبل ظهور المرض كان يوجد انشغال كبير لكن اليوم نفكر أن حياتى يجب أن تتغير فهذه الظروف موجودة لحياتنا ولصحتنا ومهم مراعاة هذه الإجراءات لكى نعود لحياتنا. المسيح قادم إليك فى هذا اليوم والمسيح استقبله بالزعف ونقاوة القلب. واستقبله بالوداعة وبهتاف أهل أورشليم، أهل بيتك لكى تستقبل المسيح عش بالنقاوة والبساطة والتسبيح. لتفرح بأن المسيح يأتى ويسكن فى قلبك.
 
ربنا يفرحكم ويبارك حياتكم. كلنا نصلى من أجل أن يرفع الله هذا الأمر ويبارك كل بلادنا. 
 
أود أن أرسل المحبة والتحية لكل كنائسنا، أهنئكم بهذا العيد أساقفة وكهنة وشمامسة وشعب. اليوم نكون كلنا مستعدين أن يدخل المسيح قلوبنا وحياتنا ونرحب به.
 
لإلهنا المجد الدائم آمين.
 
تابعوا مبتدا على جوجل نيوز