البث المباشر الراديو 9090
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن ديننا الحنيف ينهى عن الإسراف والتبذير فى كل شىء، ويقول الحق سبحانه وتعالى: "وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً"‏.

وأضاف وزير الأوقاف فى مقال اليوم، بعنوان حديث الجمعة، إن الله سبحانه وتعالى يقول:"يَا بَنِى آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، ويقول سبحانه وتعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً"، ويقول سبحانه وتعالى: "وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا".

إنفوجراف : روشتة هانى الناظر .. 10 خطوات تحميك من كورونا

ويقول على لسان سيدنا يوسف عليه السلام: "تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ "، فهى دعوة إلى زيادة الإنتاج من خلال العمل الجاد الدءوب وإلى ترشيد الاستهلاك إلى أقصى درجة ممكنة، حيث قال الحق سبحانه: "إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ" ولم يقل إلا ما تأكلون.

ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "كلوا واشربوا، والبسوا وتصدقوا، فى غير إسرافٍ ولا مخيلةٍ" رواه البخارى.

على أن النهى عن الإسراف والتبذير جاء عامًّا ليشمل الإسراف والتبذير فى الإنفاق، وفى سائر وجوه الاستهلاك فى الطعام والشراب واللباس، واستهلاك الكهرباء والغاز، وكذلك الإسراف فى الماء، فعَنْ سيدنا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: " مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ : "مَا هَذَا السَّرَفُ ؟" فَقَالَ : أَفِى الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ ؟ قَالَ : "نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ" "رواه ابن ماجة".

​نعم الإسراف إسراف، ولو كان فى الوضوء، ولو كنت على نهر جار، فالإسراف لا علاقة له بالقلة أو الكثرة، وإلا لطلبنا من الفقير أن يرشد وتركنا الغنى يفعل ما يشاء، غير أن الأمر بالترشيد والنهى عن الإسراف جاء عامًّا للفقير والغنى على حد سواء، فى الندرة والوفرة بلا تفصيل ولا استثناء.

وإذا كان ترشيد الاستهلاك مطلوبًا كنمط حياة، فإن الأمر يكون ألزم وأولى فى أوقات الشدائد والأزمات، بل إن الأمر لا يقف عند حدود ترشيد الاستهلاك فحسب، إنما يتطلب أمرين آخرين:

الأول: البعد عن الأثرة والأنانية والشره فى شراء السلع وتخزينها فوق الحاجة الضرورية، مما يتسبب بالطبع فى شحها ورفع أسعارها وضرر الآخرين، بل ضرر الجميع، والقاعدة الفقهية الشرعية أنه لا ضرر ولا ضرار، وقد قالوا: أنت حرٌّ ما لم تضر.

الأمر الآخر: هو أن أوقات الشدائد والأزمات تتطلب الإيثار لا الأثرة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إن الأشعريين إذا أَرْمَلُوا فى الغزو، أو قلَّ طعام عِيَالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم فى ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم فى إناء واحد بالسويّة، فهم منى وأنا منهم" "رواه البخارى".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز