البث المباشر الراديو 9090
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة
أدى وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة صلاة الجمعة بمسجد الميناء بمنطقة السقالة بجنوب الغردقة بحضور عمرو حنفى محافظ البحرالأحمر والقيادات التنفيذية والأمنية والشعبية.

- الإسلام دين القيم الإنسانية الراقية وبناء الشخصية السوية

- إكرام الحاكم العادل جزء من صميم الدين والوطنية

- ديننا يرسخ للقيم النبيلة وينبذ كل ما يخدش حياء المجتمع ويتنافى مع الفطرة

- الأدب مع الوالد والعالم والحاكم من أهم الآداب العامة

جاء ذلك بحضور عمرو حنفى محافظ البحر الأحمر، واللواء أشرف حشيش مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن بالمحافظة، واللواء عبد الفتاح حمدى سكرتير عام المحافظة، والشيخ  جابر طايع رئيس القطاع الدينى، والشيخ جمال عواد مدير عام أوقاف البحر الأحمر، والشيخ محمد أبو القاسم مدير الدعوة بالبحر الأحمر، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.

وألقى وزير الأوقاف خطبة الجمعة والتى تحدث فيها عن الحياء وحسن الخلق ودعى إلى ضرورة التحلى بالقيم والمبادئ والخلق الرفيع والأدب والحياء مع الله ورسولة والأدب والحياء مع الناس وضرب الأمثلة لأنبياء الله فى الأدب والحياء وحسن الخلق والاعتماد على الله.

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

وأكد وزير الأوقاف فى خطبته على أهمية القيم الأخلاقية والإنسانية، موضحًا أن الإسلام دين مكارم الأخلاق، ورسالة النبى هى رسالة مكارم الأخلاق،  يقول صلى الله عليه وسلم: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"، ويقول صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَى وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّى مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا"، ومن الأخلاق الحميدة، والقيم الإسلامية الحياء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".

جماع الآداب فى المروءة والحياء

وأضاف الوزير أن الإسلام دين القيم الإنسانية الراقية فى أسمى معانيها، ودين الذوق الرفيع، وبناء الشخصية السوية، دين يحرص على كل ما يحفظ كرامة الإنسان ويحافظ على شعوره وكيانه، دين يرسخ للقيم النبيلة، وينبذ الفحش، والفجور وكل ما يخدش حياء المجتمع ويتنافى مع الفطرة الإنسانية السوية غير الشاذة ولا المنحرفة، فالشاذ والمنحرف لا يقاس عليه ، فالعبرة بأصحاب الفطرة النقية الصحيحة لا الفاسدة ولا الملوثة، مؤكدًا أن جماع الأمر فى خصلتين، هما المروءة والحياء، وإذا كان العقل يأمر بالأنفع فإن المروءة تدعونا دائمًا إلى الأجمل، وديننا يدعونا إلى الإحسان والفضل لا إلى مجرد العدل ، فالمروءة والحياء من علامات الخير والاستقامة والصلاح، والفحش والبذاء من علامات الشر والانحراف والفساد.

وأبرز خلال خطبته جوانب محددة من أهمها : الأدب مع الله عز وجل، والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأدب مع كتاب الله عزوجل ومع العلماء بصفة عامة وأهل القرآن أهل الله تعالى وخاصته بصفة خاصة، كما تناول الحديث عن الأدب مع الوالدين وكبار السن والأدب مع الخلق ، والأدب مع الحاكم ، وأدب الاستئذان، فهى من أهم الآداب العامة.

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

ذاكرًا نماذج عديدة للأدب مع الله تعالى منها : أدب سيدنا عيسى بن مريم عليه السلام  مع ربه :" وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى وَأُمِّى إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ  قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِى أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ  تَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِى وَلَا أَعْلَمُ مَا فِى نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِى بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّى وَرَبَّكُمْ  وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِى كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ  وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "، ومنها أدب الخليل إبراهيم عليه السلام مع خالقه، قال تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: "الَّذِى خَلَقَنِى فَهُوَ يَهْدِينِ، وَالَّذِى هُوَ يُطْعِمُنِى وَيَسْقِينِ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ"، وتأدب الخضر مع الله تعالى فى قصة السفينة والغلام، حيث قال تعالى: "أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا، فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا وأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِى الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ  وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِى ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا"، ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن نتبع سنته، وألا نذكر اسمه صلى الله عليه وسلم إلا بما يليق به من التوقير والتعظيم والاحترام، يقول تعالى :" لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا " فلا نتعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتعامل بعضنا مع بعض، ولا كشخص عادى ، ويقول سبحانه : " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِى وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ"، ورأى الإمام مالك رحمه الله رجلا يرفع صوته عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا هذا تأدب فى حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن حرمة النبى صلى الله عليه وسلم ميتًا كحرمته حيًا ، ومن الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصلى عليه كلما ذكر اسمه صلى الله عليه وسلم، حتى ولو ذكر فى اليوم ألف مرة صلى الله عليه وسلم.

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

والأدب مع القرآن الكريم كتاب الله تعالى أن يستمع الإنسان لقراءة القرآن الكريم وأن ينصت له ، قال تعالى: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، فهو الحق من قال به صدق، ومن حكم به عدل، و لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا"، ولما سمع الأعرابى قوله تعالى: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِى مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِى وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِى الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِى وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"، انطلق قائلا: أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين، وإلا فمن ذا الذى يأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع، ويأمر السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه.

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

وفى ذات السياق أكد معاليه أنه من لا خير فيه لوالديه فلا خير فيه لنفسه، ولا حياته، ولا يلقى من حياته الهناءة أبدًا، لأن عقوق الوالدين مما تعجل به العقوبة فى الدنيا، قال تعالى: "وقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا".

إكرام الحاكم العادل جزء من صميم الدين والوطنية

وفى ختام خطبته أكد الوزير أن الأدب مع الحاكم قضية شرعية ، وإكرام الحاكم جزء من صميم الدين والوطنية معًا، والتطاول على الحاكم العادل مناف للدين والقيم والوطنية، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى إِكْرَامَ ذِى الشَّيْبةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالى فِيهِ والجَافى عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِى السُّلْطَانِ المُقْسِطِ "، فأعاد النبى صلى الله عليه وسلم كلمة إكرام عند الحاكم العادل، والخروج عن هذا معزل عن الدين والوطنية معًا، فشر الناس من تركه الناس مخافة فحشه، كما أكد معاليه على أدب الاستئذان، واحترام الخصوصيات وأن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، مبرزًا فضائل أدب الاستئذان واحترام الخصوصيات، فلا يستخدم الإنسان هاتف غيره ولا حسابه ولا حتى قلمه، ولا شيئا من خصوصياته إلا بإذنه حتى لوكان يسيرا، يقول صلى الله عليه وسلم:" لا يؤم الرجل فى بيته ولا فى سلطانه، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه"، فديننا دين الذوق ، دين القيم ، دين الآداب، وعلينا جمعيًا أن نعمل بأقصى جهودنا وبكل قوة لاستعادة تلك المنظومة الراقية لنعود إلى حياة أكثر رقيًّا.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز