البث المباشر الراديو 9090
صورة تذكارية للرئيس السيسي مع المكرمات
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن المرأة المصرية تظل دائماً محورا أساسيا لأمن واستقرار المجتمع والوطن ومصدر إلهام لا ينقطع عطاؤه.

وقال الرئيس السيسي "احتفالنا بيوم المرأة المصرية هو محاولة لتسليط الضوء على دورها في رفعة هذا الوطن باعتبارها المساهم والشريك المعطاء باختلاف وتنوع أدوارها"، مضيفا: "المرأة المصرية احتضنت وربت وتفوقت وأجادت وألهمت وقادت وحملت هموم هذا الوطن وقضاياه على عاتقها مقدمة في سبيل رفعته وسلامته فلذة كبدها وزهرة عمرها، فهي أم الشهيد الصابرة، والزوجة الداعمة وقت الشدة، والأخت الفاضلة، والأبنة التي تملأ الدنيا سعادة وبهجة، متطلعة لبناء غد مشرق لبلادنا".

جاء ذلك خلال حضور الرئيس السيسي والسيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية اليوم احتفالية يوم المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2024 التي أقيمت بمركز المنارة للمؤتمرات بحضور عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

ووجه الرئيس السيسي، بتخصيص 10 مليارات جنيه لصندوقي "تأمين الأسرة" و"كبار السن" بواقع 5 مليارات لكل صندوق.

وقال الرئيس السيسي إن الدولة لن تدخر جهدا لدعم هذه الصناديق، مؤكدا أن تعظيم موارد هذه الصناديق والحفاظ على أصولها أمر ضروري للغاية.

وأضاف السيسي خلال كلمته: كل عام وأنتم بخير والشعب المصري العظيم في سلام وأمان، بمناسبة شهر رمضان الكريم وأيضاً بمناسبة الصوم الكبير لأشقائنا المسيحيين أعـاده الله علينـا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.

وتابع الرئيس السيسي: "اسمحوا لي ونحن نحتفى اليوم - في تقليد سنوي متجدد - بسيدات مصر العظيمات، أن أوجه تحية إجلال وتقدير لكل امرأة مصرية، تسجل كل يوم في مختلف المجالات والميادين، أسمى معاني العطاء والصبر والتضحية والكفاح ساعية بكل إخلاص وجهد، للحفاظ على أسرتها ووطنها".

وأشار الرئيس السيسي: "أكدنا خلال السنوات الماضية التزامنا الأصيل بتعزيز مكانة المرأة المصرية، بما يعكس قيمتها وحجم التضحيات التي قدمتها بكل تجرد من كل هوى، إلا هوى الوطن"، منوها إلى أنها ضمير الأمة ونبضها والحارس الأمين على الهوية المصرية والسند ومنبع العطاء وقت المحن، والدرع الواقية أمام محاولات النيل من عزيمة هذا الوطن".

ووجه الرئيس السيسي الحكومة بمراجعة وتطبيق أسس المساواة بين الجنسين في الاستفادة من الخدمات المصرفية، دون تمييز، وتنمية اقتصاد الرعاية باعتباره مجالا متاحا لعمل المرأة، إذ يوفر فرص عمل جديدة لها، ويسمح بتحقيق التوازن بين دورها الإنتاجي ودورها الاجتماعي.

كما وجه الرئيس السيسي الحكومة بتشجيع الاقتصاد الرقمي، باعتباره يشكل قيمة مضافة في الاقتصاد القومي ويستوعب أنماطا مختلفة من العمالة المعطلة، ويتيح فرصة للإدراك المهني، وتمكين المرأة من المشاركة الاقتصادية بفاعلية، بموجب ما يتيحه من فرص للعمل المرن الذى يساعد على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة.

ووجه السيسي بتوفير التمويل للمرأة بأقل الشروط والضمانات؛ لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتوعية المالية ببرامج الشمول المالي للسيدات في المناطق الريفية والنائية، وكذا توفير الدعم الفني للمرأة في مجال ريادة الأعمال والتوسع في توفير حاضنات أعمال للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وكذا التوسع في برامج التدريب التحويلي لرفع مهارات المرأة في الصناعات المطلوبة بسوق العمل، وكذلك في المجالات التكنولوجية والرقمنة بما يزيد من فرص حصول المرأة على وظائف المستقبل.

وطالب السيسي باستحداث محور لتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية؛ لضمان بناء مجتمع متماسك وفعال.

وكلف الرئيس السيسي الحكومة والمجلس القومي للمرأة، بإنشاء متحف المرأة المصرية لحفظ تراث المرأة المصرية، وتوثيق تطور تمكين المرأة على مدى العصور القديمة والحديثة.

واختتم السيسي نص كلمته قائلاً : "وختاما.. لك أيتها المرأة المصرية الصابرة الصامدة المكافحة المخلصة والوفية، خالص تحيات وتقدير أبناء هذا الوطن، فماضيك حضارة سبقت التاريخ، وحاضرك شموخ وصمود، ومستقبل هذا الوطن تضيئه شمس وجودك المشرقة، شكرا لكم، وكل عام وأنتم بخير، ودائما وأبدا بالله العظيم وبشعبها الكريم: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".

وفي كلمة مرتجلة خلال احتفالية يوم المرأة المصرية، أكد الرئيس السيسي، أن الدولة المصرية ومسؤوليها لا يميزون بين الرجل والمرأة عندما يتعلق الأمر بالنماذج التي يحتاجها العمل، فالمرأة والرجل في مصر جيدون جدا، ونحن شعب عظيم له تاريخ كبير جداً على مر آلاف السنين.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الله سبحانه وتعالى أوصانا بضرورة تقدير واحترام المرأة في أي سن كانت، قائلا: "اسمحوا لي أن أقول ونحن نحتفل بكل سيدة ونقول لها شكرا ربنا يجازيكي خير ويعطيكي الصحة ويوفقك سواء كانت امرأة صغيرة أو كبيرة.. وأنا لا أبالغ في ذلك، فأنتم لستم على علم بأن الله قد طلب منا أن نحترم ونقدر ونعتني بالمرأة في أي سن، لذلك أقول للرجال انتبهوا.

كما أشار الرئيس السيسي إلى قول المولى عز وجل في كتابه الكريم "حملته وهنا على وهن"، وأن النبي الكريم محمد أوصانا خيرا بالمرأة تقديرا لتضحياتها، مستشهدا بالحديث الشريف "من أولى الناس بحسن صحابتي، قال أمك ثم أمك ثم أمك" والأنبياء لا يتكلمون إلا بالوحي وهذا ما نؤكد عليه في هذه المناسبة من ضرورة الالتزام بهذه المعاني الجميلة من قبل الجميع.

ونبه الرئيس السيسي إلى أن المرأة هي الطرف الذي يتحمل المسؤولية الأكبر في الأسرة في ظل الظروف الصعبة عقب حدوث خلاف مع الزوج، مشيرا في هذا الإطار إلى أنه وجه بإنشاء صندوق لرعاية الأسرة بهدف عدم ترك المرأة وحيدة لا تعرف كيفية استكمال حياتها، عقب الخلاف مع زوجها الذي يترك المنزل لأي سبب كان، ولكنها تظل متمسكة ببيتها ولا تتركه، وأن محاكم الأحوال الشخصية هي الشاهد على قضايا الخلاف الأسري.

وشدد الرئيس السيسي على أن الأديان السماوية تدعو إلى القيم الطيبة والنبيلة، ولا بد أن تقنن الدول هذه الدعوات وفق تشريعات وبرامج وقوانين تضمن حماية المرأة.

ولفت الرئيس إلى أنه أشار في مداخلته خلال كلمة وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج، إلى أن صندوق رعاية المرأة يخصص 500 جنيها شهريا للمرأة، مشيرا إلى أن هذا المبلغ أو حتى مضاعفاته لا تكفي في الوقت الحالي أما لديها طفل أو ثلاثة أطفال لتعيش معهم حياة كريمة، داعيا القائمين على صندوق الأسرة لدراسة هذا الشأن من أجل تلبية طلبات الأسر.

وقال الرئيس السيسي "إذا كنا نؤمن بالله وبالحساب لا تضيعوا أسركم ولا تقسوا على زوجاتكم".

وطمأن الرئيس السيسي المشاركين في الاحتفالية وأبناء الشعب المصري حول الأوضاع في مصر، قائلاً: الأمور الداخلية في مصر مستقرة وفي طريقها إلى التحسن، وهناك خطة مدروسة لتجاوز الأزمات وإحداث استقرار في أسعار السلع، قائلا: "إن الدولة ملتزمة بدعم الاقتصاد الحر ولكنها ستتدخل حال عدم حدوث توازن في الأسواق خاصة وأن الأزمة تم تجاوزها الآن، وإن الدولة قادرة على تدبير الأموال والسلع المطلوبة ومن ثم بيعها في الأسواق لإحداث التوازن المطلوب، إن الحكومة في الماضي تراجعت عن هذا الدور واسندت المهمة للقطاع الخاص، لكنها لن تتردد في العودة للقيام بهذا الدورة مرة أخرى.

وشدد الرئيس السيسي على أهمية تماسك الجبهة الداخلية وتكاتف مؤسسات الدولة والإعلام والمفكرين والمثقفين والمساجد والكنائس والأسر، وتوعية المواطنين بكل ما يحيط بنا من أحداث لكي نحافظ على بلدنا، قائلا "لا يتعين علينا أن نقلق فنحن بخير".

وأضاف الرئيس السيسي: "إننا لا نخاف مما يحدث في الخارج ونحن نراعي الله في كل ما نفعل وأعيننا دائما على الداخل وعلى أولادنا الصغار الذين لم يمروا بتجربة 2011، من أجل توعيتهم بضرورة الحفاظ على الوطن، إننا نطفئ الحرائق ولا نشعلها، وهناك حساب من الله، لكل من تسبب في نقطة دم أو خراب سيحاسب عليه، إن ما حدث في سيناء ليس عدوانا ولكنه يستهدف حماية لـ100 مليون شخص من العدوان الذي كان يستهدف تدمير الكنائس والمساجد ومستقبل الدولة.

ووجه الرئيس السيسي رسالة طمأنة لكل مواطن، قائلا: "اطمنوا علينا نحن نتحرك بكل جهد لحل الأزمة في المنطقة من خلال وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وإعادة إعمار قطاع غزة وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية، داعيا الله أن يوفقنا إلى تحقيق ذلك".

كما وجه الرئيس السيسي تحية وتقدير للإعلامية صفاء أبو السعود، معربا عن سعادته بحضورها الاحتفال، داعيا إياها إلى ضرورة المساهمة بعمل يضيف شيئا إيجابيا إلى مجتمعنا.

ومن جانبها، كشفت صفاء أبو السعود عن أن هناك أشياء يتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والطلائع وستكون "مفاجأة"، موجهة الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلة: "كل عام وأنت طيب".

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز