من مفاتيح وأقفال القدس إلى سليم العشى .. خلطة مجلة روزاليوسف

تواصل مجلة روزاليوسف، برئاسة تحرير، الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، تألقها ونجاحها فى إعادة بريق الصحافة الورقية كما كانت فى سابق عهدها عن طريق تسليط الضوء على عدة موضوعات مهمة، تشغل الرأى العام، يكتبها كبار الكتاب فى مصر، إضافة إلى تميزها فى الإخراج الصحفى، والذى يعبر عن عراقة المجلة.

تقدم المجلة فى عددها الجديد، وجبة دسمة من الموضوعات والمقالات التحليلية المهمة إلى القارئ المصرى، على رأسها مقال: "كلام فى السياسة.. فى البلد قائد عظيم" لأحمد الطاهرى، تناول خلاله كيف دفعت مواقف الرئيس السيسى المُعارضة إلى الاصطفاف الوطنى؟ حيث أوضح أن القاهرة كانت تسابق الزمن من أجل إنقاذ أرواح الأبرياء فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، بل إنقاذ الشرق الأوسط من جحيم شامل للفوضى تستعد له بعض الأطراف الإقليمية وتنتظره وتريده.

 

مقال أحمد الطاهرى

أحمد الطاهرى أوضح خلال مقاله، أنه منذ اللحظة الأولى بدأت القاهرة اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدولية، خصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، من أجل الضغط على إسرائيل، للقبول بالتهدئة وأنه لا مجال للتهدئة إلا بوقف العنف والقتل فورا وإتاحة المجال لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية لنجدة الفلسطينيين العزل.

وأشار الطاهرى، إلى أنه مع كل تصريح أو تحرك من قبل الرئيس السيسى تجاه ما يجرى فى فلسطين المحتلة تجد هذه الجملة تتردد على سمعك "فى البلد قائد عظيم.. واتقوا شر الحليم"، وهو بالفعل قائد عظيم رزقت به مصر ليكون سندا لها وللأمة.. الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أعاد بناء مصر فى بضع سنين.. ومع كل بناء فى مصر تحصن الأمة العربية، لأن مصر هى السند، هذه هى الحقيقة التى لا ينكرها إلا حاقد أو جاهل أو غافل.

المقال الثانى الذى تزين به العدد الجديد من المجلة، هو مقال الكاتب هانى لبيب، رئيس تحرير "مبتدا"، وهو يأتى ضمن سلسلة كتابات فكرية تحت عنوان ثابت دائماً هو "مصر أولاً"، مستهدفاً الجذور المصرية، وطبقاتها، مؤصلاً - بطريقته الرصينة فى المزج بين التحليل والمعلومة الدقيقة - لكل ما هو مصرى، مؤرخاً للظواهر الخاصة بالمجتمع، محذراً من التراجع أو لافتاً انتباهنا إلى عودة كثير من القيم النبيلة فى الدولة الجديدة، دولة 30 يوينو.

مقال الكاتب هانى لبيب الجديد حمل عنوان: "مفاتيح وأقفال مصرية فى القدس"، سرد خلاله أشهر الممتلكات المصرية فى القدس، ومنها دير السلطان، وكتب خلاله: "لأن لقب السلطان لا يطلق إلا على الحكام المسلمين من جانب كما أنه من المعروف أن تسمية الكنائس والأديرة القبطية تكون بأسماء القديسين والشهداء الأقباط من جانب آخر، فإن البعض يذهب إلى أن تسمية الدير باسم السلطان يعود إلى أحد احتمالين فى الغالب، الأول أن يكون بناء الدير أو الأرض المبنى عليها هى هبة من أحد السلاطين المسلمين للمسيحيين، فتم نسبه إليه كعادتنا للاعتراف بفضله، أو أن السلطان الذى نسب إليه قد اتخذه لإقامة أتباعه فى القدس أو لإيواء رسله وهم فى طريقهم إلى بلاد الشام".

مقال هانى لبيب

وتناول لبيب خلال مقاله، تاريخ دير السلطان، وكيف اهتم به المسيحيون المصريون، إلى أن احتله الرهبان الأوغسطينيون إبان مملكة القدس اللاتينية، كما أشار إلى الحجج الموثقة التى تثبت ملكية الكنيسة المسيحية المصرية لدير السلطان وذكر أمثلة على ذلك.

واختتم لبيب مقاله بـ"يعتقد البعض أن التاريخ يكتبه المنتصرون حسبما يرونه، ولكن دائما ما يحتفظ التاريخ ويسجل روايات أخرى تجعلنا نصل للحقيقة مهما حاول البعض تشويهها وتزويرها، لتحقيق مصالح ما، فإن التاريخ لا يرحم ولا ينسى".

وتحت عنوان "أفكار منحرفة.. اقتحام لأفكار كتاب خرجت عن التقليدى والمعتاد" نشرت المجلة مقالا بقلم الدكتور محمد الباز، تحدث خلاله عن قصة الدكتور داهش نبى القرن العشرين، واصفا إياها بالرواية المبهرة التى تستحق أن تقرأها بقلبك قبل عقلك.

مقال محمد الباز

تحدث الباز خلال المقال عن توقفه أمام غلاف رواية "رابطة كارهى سليم العشى"، للكاتب الشاب سامح الجباس، حيث يتوسط الغلاف صورة يبدو أنها لبطل الرواية تحيط به 5 صور ليوسف السباعى وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف وهبى.

ويشير الباز خلال مقاله إلى أن الرواية جذبته لدرجة أنه اعتقد أن فى الأمر شىء، متابعا: بمجرد أن تدخل بابها لن تستطيع مقاومتها فكأنها نداهة تجعلك تغوص فى صفحاتها، تحتاج إلى ضبط نفسك حتى لا تسبقك عيناك لتتطلع إلى النهاية فتفسد على نفسك الطريق الذى يمنحك كثيرا من التشويق والإثارة، وحتما المتعة.

كما نشرت المجلة، عددا من الموضوعات المهمة المتعلقة بالوضع فى فلسطين، على رأسها موضوع "أيار الفلسطينى: جبهات عديدة وأدوات جديدة"، للكاتب جميل ضبابات، بالإضافة إلى موضوع "ضمير العالم يا جبان.. فلسطين عربية"، للكاتبة تحية عبدالوهاب، وموضوع إسرائيل تلقت صفعة قوية من الداخل، المواجهات أظهرت تفككها وانهيار أسطورة الديمقراطية الإسرائيلية للكاتبة أسماء منصور.

مقال شريف سعيد

وتحت عنوان: "وأنّ القدس"، كتب شريف سعيد، مقالا تحدث خلاله عن العاصمة الأبدية لفلسطين، موضحا أن المشاعر الكامنة تجاه القضية الفلسطينية التى ظن البعض أنها توارت مع موجات التطبيع وتباين الأولويات سرعان ما تفجرت مع أول مواجهة بين أبطال حى الشيخ جراح وجنود الاحتلال.

كما احتفت المجلة بالإعلامى وائل الإبراشى من خلال تخصيص غلافها الثانى له، وبورتريه داخل العدد.