البث المباشر الراديو 9090
بايدن وترامب
سيسطر التاريخ يومًا أن الانتخابات الأمريكية 2020 لم تكن انتخابات عادية على الإطلاق، فإلى جانب الصراع المحتدم بين الرئيس الجمهورى دونالد ترامب، وخصمه الديمقراطى جو بايدن الذى يجعل أمريكا فى ترقب على جمر النار، تأتى هذه الانتخابات وسط عالم يمر بعدة أزمات، ربما كان بعضها أزمات مصطنعة من أجل هدم أنظمة عالمية قائمة وإحلالها بأنظمة جديدة.

وهناك مؤشران لمسار الانتخابات الأمريكية الحالية، الأول يخضع للتأثر بالإعلام الذى يسيطر الحزب الديمقراطى على مفاصله، والذى يشير إلى تفوق الديمقراطى جو بايدن دائمًا مستندًا إلى استطلاعات رأى.

مؤشران يحكمان انتخابات أمريكا

بينما المؤشر الثانى يؤكد تكرار سيناريو 2016،  ومعناه فوز ترامب المستحق بشعبية من الشارع، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكى الجمهورى يشكك فى استطلاعات الرأى الصادرة عن مؤسسات الإعلام التابعة للديمقراطيين، ويؤكد كلامه ما حدث فى الانتخابات الماضية عندما انحازت الاستطلاعات إلى كفة الديمقراطية هيلارى كلينتون، إلا أن ترامب حاز فوزًا مستحقًا فى النهاية.

وكان فوز ترامب حينذاك، هو بمثابة إعلان التمرد الشعبى على النخبة السياسية والإعلامية التى طالما تحكمت فى أمريكا، حالة من التمرد على كل ما هو ديمقراطى فى الولايات المتحدة.

وكانت مفاجئة للديمقراطيين بفوز ترامب رغم تحفظ مؤيديه على إعلان توجهاتهم وقتذاك، وربما يتكرر المشهد هذه المرة أيضًا، فمازال مؤيدى ترامب يتحفظون على توجهاتهم الانتخابية، إلا أن هذه المرة إخفاء خوفًا على حياتهم أمام استخدام العنف المفرط الذى لجأ إليه الديمقراطيون والحركات اليسارية والراديكالية الموالية لهم، وكان الشاهد هنا مقتل اثنين من مؤيدى ترامب فى واقعتين متفرقتين.

بايدن وترامب

التصويت بالبريد معضلة ترامب

المعضلة الحقيقية التى قد تقف عقبة أمام حسبة توقعات حاسمة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020 هو مسألة التصويت عبر البريد التى أصر عليها الديمقراطيون بزعم مخاوف المواطنين من انتشار فيروس كورونا المستجد، ورغم اعتراضات ترامب على تلك الآلية وإعلان مخاوفه من عملية تزوير يلعبها الديمقراطيون بما لهم من وجود فى الدولة العميقة الأمريكية، إلا أن الآلية سرت!

وفى الوقت الذى أظهر الديمقراطيون ـ  بما لهم من تيارات وجماعات وشخصيات هوليودية ـ عزمهم على طرد ترامب من البيت الأبيض فى كل الأحوال وإعلانات حركاتهم اليسارية نية مبيته للعنف حال فوز ترامب بهذا الاستحقاق، كان الرئيس الجمهورى على الجانب الآخر يتحفظ فى تصريحاته بشأن ما يمكن أن يفعله حال هزيمته فى الانتخابات، هل سيغادر البيت الأبيض بسلام؟!

تصويت عبر البريد

ترامب ينوى الطعن

اكتفى ترامب بالإعلان عن نيته الطعن على الولايات المتأرجحة التى شهدت كثافة فى التصويت عبر البريد، وأكد على أنه الفائز دائمًا وبحسب مسار العملية الانتخابية، رافضًا الاذعان لكل دعايات الديمقراطيين عن استطلاعات تفوق مرشحهم بايدن، معتبرًا أنها تكرار لسيناريو استطلاعات تفوق هيلارى كلينتون الكاذبة فى 2016.  

هنا أصبحت أمريكا أمام تيارين، الجمهورى والديمقراطى، لن يتنازل أى منهما عن الاعتراض بكل الطرق إذا خسر الجولة، وفى ظل بلد يباع فيه السلاح فى محلات التجزئة والجملة، لا تبشر التقارير بأن ذلك الاعتراض سيكون سلميًا أبدًا.

وينتمى ترامب لتيار المحافظين الذين يؤمنون بتفوق العنصر الأبيض فى بلد يعانى من عنصرية قاتلة، ويرون فى ترامب تحقيقًا لحلم إعادة أمريكا القوية، وهو نفس الشعار الذى اتخذه أنصار الرئيس الجمهورى.

ترامب

حركات اليسار المسلح جاهزة للتحرك ضد ترامب

المشكلة أن ترامب نفسه يعلم جيدًا أن الديمقراطيين لديهم آليات يستطيعون بها التلاعب فى نتائج التصويت إذا أرادوا ذلك، لأن أغلب المؤسسات المخابراتية والإعلامية والكثيرين من وزارة العدل وحتى بعض العسكريين بجانب كل الحزب الديمقراطى أعلنوا عدائهم الصريح وما سيفعلونه به إذا فاز للمرة الثانية، ما دفعه للتشكيك بشأن التصويت عبر البريد.

وللديمقراطيين ذراع آخرى يعتزمون تحريكه فى الشوارع بالفوضى والعنف حال فوز ترامب، وهى الجماعات اليسارية التى تدعى أنها جماعات تحررية، من بينها جماعة "أنتيفا" التى يمولها رجل الأعمال الإسرائيلى جورج سوروس، وهى الجماعة التى أعلنت على الملأ أنها تخطط لأعمال شغب ومظاهرات، خصوصاً حول البيت الأبيض، مهددة بأنها ستغلق كل مخارجه وتعطل كل المرور والأعمال وتشيع الفوضى من بعد غلق صناديق الإقتراع في أمريكا وحتى يوم 30 يناير المقبل، تاريخ تنصيب الرئيس.

حركة أنتيفا

إف بى آى يحذر من العنف المرتقب

وليست أنتيفا وحدها، فهناك مجموعة أخرى تعرف باسم "براود بويز"، ما يعزز توقعات باندلاع المزيد من أعمال العنف فى الشوارع بسبب انتخابات الرئاسة الأمريكية. كما حذر مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف بى آى" من توقعات باندلاع مواجهات مسلحة تصاحب الانتخابات الأمريكية.

وبحسب "فرانس برس"، قال العميل الخاص لوكالة "إف بى آى" فى بورتلاند، رين كانون، إن "الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلىّ هو احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين مجموعات متعارضة".

وأضاف: "بإمكان ذلك أن يتفاقم إلى وضع خطير حيث - فى حال ارتفع منسوب الغضب - قد ينتهى الأمر إلى أعمال عنف مؤسفة أو مأساوية"، مشيرًا إلى عملية إطلاق نار دامية لأحد أنصار اليمين المتشدد فى المدينة فى أغسطس.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، هددت جماعات أخرى تسمى "شات داون دى سى"، والمناهضة لترامب، إنها ستغلق العاصمة الأمريكية إذا رفض ترامب ترك منصبه.

حركة أنتيفا

سيناريو الحرب الأهلية ينتظر الولايات المتحدة

الغالبية العظمى من المحللين ينتظرون أن الإنتخابات ستنتهى بفوضى عارمة قد تصل الى الحرب الأهلية بين الشعب المنقسم لديمقراطيين وجمهوريين، ولكن فى حقيقة الأمر هو شعب واعى يرى أن بلده ينحدر الى ثورة إشتراكية وآخر مضلل يظن أنه يطالب بحريته.

الجدير بالذكر أن فيسبوك قد أعلن مسبقاً انه سيحجب ايّ اخبار تتداول عن نتيجة الإنتخابات ولن يذاع أيّ شيء إلا ما يصدر رسمياً من الجهة المنوط بها إعلان النتيجة. ويقول أن هذا قد يستغرق عدة أيام. ولا يحق لمارك زوكربرج أن يخطر اراء المستخدمين لمنصته لانه غير مسؤول عن هذه الآراء والمنصة لا يحق لها مراقبة محتوي المنشور. ولكن هذا يدل على أن فيسبوك أصبح واحد من أقوى المنصات للسوشال ميديا. ولذا يجب أن لا ننتظر أي كلام عن نتيجة الإنتخابات غير من الإعلام المؤسسى.

أنتيفا

ترامب يستعد للمواجهة بالحرس الوطنى

وفى استعدادات مسبقة من جانب ترامب، أعلنت أغلب الولايات الأمريكية إستدعاء الحرس الوطنى للقيام بحراسة الإنتخابات، أو بالأحرى حراسة المدن التى من المنتظر أن تقوم فيها مظاهرات وشغب عقب الإنتخابات. ومن أهم المدن التى يفعل فيها الحرس الوطنى هى العاصمة الأمريكية. لقد أعلن أنه اليوم سيبدأ بناء حائط لا يمكن تسلقه حول البيت الأبيض وأنه سيعزز بحراس من السجون المحيطة لأنهم أقدر فئة مؤهلة للتعامل مع المجرمين.

وتشير التقارير إلى أن معدل شراء الأسلحة قد زاد بشكل ملحوظ فى الكثير من الولايات الأمريكية، إضافة إلى إقبال المواطنين على التعلم على كيفية إستخدام هذه الأسلحة. وأوردت برامج تلفزيونية بعض اللقطات لجماعات من حاملى هذه الأسلحة فى تدريب شبه عسكرى على القنص، استعدادا لمخاطر قد تصادفهم بعد الانتخابات، ما يعد بمثابة استعداد لحرب أهلية وشيكة على أسوأ التوقعات.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز