البث المباشر الراديو 9090
محمد أبو تريكة
ما زال نجم التحليل فى "بى إن سبورت" القطرية، محمد أبوتريكة، يخلط آرائه الشخصية السياسية "إخوانية الهوى"، بحقائق الوضع الذى يعيشه هو وآخرين، وكأنها شيزوفرينيا معتادة من أصحاب هذا الهوى، وخلطًا غريبًا يسعى له، كما تسعى لها الجماعة التى ناصرها فى السابق، ومازال - ولو فكرًا - حتى الآن.

أبوتريكة خرج فى فيديو ليدعو جموع المسملين ليقاطعوا المنتجات الفرنسية، ردًا على ما تصوره هو وآخرين من إهانة الرئيس الفرنسى ماكرون للإسلام وللنبى - عليه أفضل الصلوات والسلام - خرج ليدعو للمقاطعة متناسيًا أن رأسماله الحالى من أموال شخص قطرى، وهو ناصر الخليفى، صاحب النادى الفرنسى الأشهر باريس سان جيرمان، والذى هو نفسه صاحب قنوات "بى إن سبورت" التى يقضى فيها أبوتريكة كل وقته محللاً من أجل "الأموال".

وعلى الرغم من أن الخليفى هو قطرى الجنسية، ولكن أمواله ممزوجة باليوروهات الفرنسية التى تنهال عليه نتيجة أرباح النادى الباريسى الذى يضم كوكبة من نجوم العالم، ومنهم النجم البرازيلى نيمار والفرنسى كيليان إمبابى والأرجنتينى دى ماريا، وغيرهم من أصحاب الملايين.

محمد ابو تريكة

 

دعا أبوتريكة إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية غضبًا، متناسيًا أن الاستثمارات القطرية فى فرنسا بلغت العام الماضى أكثر من 40 مليار دولار، إذ قامت الدولتان خلال السنوات الأخيرة بتوقيع اتفاقيات متعددة منها اتفاقيات بقيمة 12 مليار يورو خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدوحة فى ديسمبر 2017، منها العقود التى وقّعها البلدان لتشغيل وصيانة مشروع "مترو الدوحة" ومشروع "ترام لوسيل" لمدة 20 عامًا مقبلة، هذا إلى جانب مشروعات الطاقة الكبرى والاستراتيجية بين "قطر للبترول" و"توتال الفرنسية" والتى يمتد أغلبها لـ 25 عامًا.

دعا أبوتريكة إلى مقاطعة فرنسا وربما يدرى أن دولة قطر - التى يحتمى بها، ويحتمى بها أغلب أعضاء جماعة الإخوان - هى المستثمر الأول من بين دول المنطقة فى فرنسا، وتسهم فى بعض أهم الشركات الفرنسية فعلى سبيل المثال لا الحصر تستحوذ قطر على نسبة 100% من نادى باريس سان جرمان، و100% من عمارة الإليزيه، و85.7% من رويال مونسو، وتوتال 2%، وفيوليا 5%، ولاجاردير 16.75% وفينشى 5.5%.

ربما كذلك لا يعلم أبوتريكة أن إجمالى عدد الشركات الفرنسية العاملة فى دولة قطر 300 شركة، من بينها 70 شركة بملكية فرنسية بنسبة 100%، و230 شركة أقيمت بالشراكة القطرية.

محمد ابو تريكة

 

ربما لا يعلم أن حكومة قطر التى ذكر فى السابق انتمائه لها قامت بشراء أربعة فنادق من مجموعة الاستثمار الأمريكية "ستاروود"، بتكلفة إجمالية تصل إلى 750 مليون يورو، فهى من تملك فندق "رويال مونسو" فى باريس وفندق "كارلتون" فى كان، وفندق "لو مارتينيز"، أحد أشهر الفنادق الفرنسية فى كوت دازور، الذى يستضيف الفنانين خلال مهرجان كان السينمائى، و"كونكورد لافاييت" و"دو لوفر" فى باريس و"باليه دو لا ميديتيرانيه" فى نيس.

أبوتريكة، لاعب مصر والنادى الأهلى السابق، والذى حقق نجاحات كروية كبيرة، ما زال يقع فى خلط هواه السياسى الشخصى بالرياضة، وما زال هو المصرى الوحيد الذى يتحدث فى هذا الشأن فى القنوات القطرية، غير مستفيد بمنهج زملائه الذين يعملون فى القناة، وائل جمعة، وهيثم فاروق، اللذين وضعا نصب أعينهما على التحليل الرياضى فقط، وليس غيره.

فى كل قضية خلافية تجده يخرج ليناصر أفكار الجماعة الإرهابية، فتجده يتحدث كثيرًا عن القدس ووجوب تحريرها مثلهم، تجده يتحدث عن مناصرة المسلمين فى كل مكان مثلهم. ربما يكون مرغمًا على ذلك من الجماعة الإرهابية، والدولة التى تحميها وترعى إرهابها، وهذه مصيبة، وربما لا يكن مرغمًا، ويفعل هذا الأمر بناءً على قناعاته الشخصية، وهى مصيبة أكبر وأضل سبيلاً.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز