البث المباشر الراديو 9090
الحوينى
ما بين تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ومنع المرأة من العمل وحرمانية الاختلاط فى الجامعات وتكفير الغرب، انتشرت فتاوى للداعية السلفى أبوإسحاق الحوينى، تؤكد أنه ضل الطريق، وأنه كان سببًا رئيسيًا ومباشرًا بفتاويه الشاذة فى تغذية التطرف، ونشر الأفكار الإرهابية بين الآلاف من الشباب.

نشر الحوينى، بتاريخ 12 فبراير 2020، فيديو على صفحته الرسمية بموقع "يوتيوب"، قال فيه إنه نادم على بعض كتبه الأولى، وتمنى لو صبر على نفسه ليكون عمله أجود، ولكن الشهرة هى السبب، معلقًا: "كان نفسى الناس تشوف شغلى ويعرفونى ودا حظ النفس، وكان لازم أحط بصمتى".

اعتذار الحوينى، يأتى بعد أن أصبح له عدد كبير من متابعيه، وترسخت فى أذهانهم فتاويه الشاذة، وكأنها شىء ثابت لا يجوز تغييرها أو حتى الاقتراب منهما، بل إن بعضهم اتخذوه مصدرًا للفتوى متجاهلين وجود هيئة مسؤولة عن الفتوى فى مصر وهى دار الإفتاء المصرية والتى تزخر بعدد كبير من العلماء الأجلاء.

فتاوى الحوينى، على مدار سنواته تعبر عن التشدد والمغالاة فى الدين، متجاهلاً قول النبى، صلى الله عليه وسلم "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ".

 

 

فتوى تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم

كل عام تصدر الفتاوى السلفية المستعينة برأى الحوينى والتى تزعم أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم حرام شرعًا، حيث يصفون الاحتفال بأعياد المسيحيين بدعة.

وزعم الحوينى، فى فتوى له على صفحته الرسمية على "يوتيوب"، نشرت بتاريخ 23 ديسمبر 2012، أن المسلم يحرم عليه الاحتفال بمناسبة غير المسلم، قائلًا إن الاحتفال بهذه المناسبة حرام طالما لم تكن ضمن أعياد المسلمين على حد قوله.

 

 

إلا أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى لقاء تليفزيونى مع الإعلامى عمرو عبدالحميد، أذاعته قناة "سكاى نيوز عربية"، أبريل 20123، جاء ليؤكد أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا حرمه فيه، بل يأتى فى إطار دعم الترابط بين نسيج الوطن الواحد، كما يحرص شيخ الأزهر على زيارة قداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتهنئته بأعياد الميلاد.

وأوضح شيخ الأزهر، أن من يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم لا يفهم الإسلام، لأن الإسلام والقرآن الكريم يعلمنا أن المسيحيين الأقرب مودة للمسلمين، متسائلاً هل تتنافى المودة مع التهنئة بالأعياد.

 

 

منع المرأة من العمل

وقبل تطهير قناة "الناس" من السيطرة السلفية وتغلغل المتطرفين داخلها، وتحويلها إلى قناة مستنيرة فى العام 2015، كان الحوينى دائم الظهور على شاشة القناة يبث منها فتاواه الشاذة وأفكاره المتطرفة.

وللحوينى فتوى بخصوص عمل المرأة، ذكرها خلال حلقة بقناة الناس الفضائية، فى مايو 2014، دعا خلالها إلى عدم خروج المرأة للعمل والاكتفاء بتواجدها بالمنزل من أجل إعداد ما يسمى جيل التمكين.

كما استند الحوينى، إلى فتواه بأنه لا يمكن توفير فرصة عمل لامرأة وتأخذ وظيفة رجل، وأن الأصل فى النساء الاستتار، خصوصًا وأنها ستتعامل مع عدد كبير من الرجال، معلقًا: "ممكن المرأة تتساهل وقد تترك النقاب، وستكون مثل الشمعة التى تضىء لغيرها وتحرق نفسها".

 

قراءة الفاتحة على الميت بدعة

وقال الحوينى، فى رده على سؤال عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، بتاريخ 3 سبتمبر 2017، حول أفضل الأعمال التى تصل إلى المتوفى قائلاً: "الصدقة والدعاء دعاء الولد أما قراءة القرآن، فلا تصلُ إلى الميتِ على الصحيح، بعض الناس يقرأ الفاتحة على أموات المسلمين، والرسول عليه الصلاة والسلام كم دفن من الموتى، دفن مئات الموتى، الصحابة كم دفنوا دفنوا ألوف الموتى، فلو تصورنا أن قراءة الفاتحة تصل إلى الميت وينتفع بها الميت لما أغفل النبى - صلى الله عليه وسلم- ذكرها أبداً، أما والحدث له مقتضى ولم يفعله النبى مع قدرته على فعل هذا المقتضى، ففعله بدعة.

الحوينى

ليرد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، فى مداخلة هاتفية لقناة العاصمة، فى برنامج "انفراد"، مع الإعلامى سعيد حساسين، أن العلماء قالوا إن إهداء القربات للموتى بتلاوة القرآن تدخل فى عموم قول الله فى سورة يس: " ِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ".

ودعا كريمة، الحوينى إلى الرجوع إلى مسند الإمام أحمد قبل أن يفتى خطأ فى دين الله وينسب كذبًا إلى الشريعة ما ليس فيها، مؤكدًا أن قراءة القرآن للأحياء والأموات جائزة بإجماع الفقهاء.

تحريم الاختلاط فى الجامعات

وقال الحوينى، فى فيديو له نشره على صفحته على "يوتيوب"، من أحد خطبه، فى سبتمبر 2010، إن الاختلاط فى الجامعات حرام، قائلاً: "البنت بتقعد 4 سنوات فى الجامعة وبتبص لزميلها وبيتبادلوا الكشاكيل، ودلوقتى معدش فيه حياء بين الرجال والنساء، دلوقتى البت بتخرج من البيت متجوزة عرفى وأهلها ميعرفوش".

وتابع: "ليه البنت تتحط فى هذا المستنقع القذر عشان إيه".

وجاء رد دار الإفتاء، بفتوى رسمية على موقعها الرسمى، لتؤكد أن الاختلاط بين الرجال والنساء فى المدارس والجامعات وغيرهما لا مانع منه شرعًا، ما دام كان ذلك فى حدود الآداب والتعاليم الإسلامية، وكانت المرأة محتشمة فى لبسها مرتدية ملابس فضفاضة لا تصف ولا تشف عما تحتها ولا تظهر جسدها، ملتزمة بغض بصرها، وبعيدة عن أى خلوة مهما كانت الظروف والأسباب، وبشرط حفظ حرمات الله فى البصر والسمع والمشاعر، وكذلك الرجل فى هذا الشأن.

الإفتاء

وأضافت أنه إذا لم تلتزم المرأة والرجل بآداب وتعاليم الإسلام، وكان اختلاطهما مثار فتنة ومؤديًا إلى عدم التزام الرجل والمرأة بما أمر الله به فيكون الاختلاط حرامًا شرعًا.

مشاهدة مباريات كرة القدم لهو باطل

وبتاريخ مارس 2012، أفتى الحوينى، فى حلقة من برنامجه "فضفضة" الذى كان يذاع على قناة "الناس"، أن مشاهدة مباريات كرة القدم لهو باطل، متسائلاً: كيف يستقر على قلب الإنسان أن يلهو والأمة مطحونة من قبل أعدائها؟".

ورد الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، ردا على سؤال حول حكم مشاهدة مباراة كرة القدم، فى فتوى رسمية بالفيديو، نشرتها الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" بتاريخ 5 سبتمبر 2017: "إن مشاهدة مباريات كرة القدم حلال ومن المباحات بشرط ألا تجعلك تخل بواجب".

الإفتاء

ختان الإناث

شدد الحوينى، فى فيديو له نشره على صفحته بموقع "يوتيوب" من أحد دروسه الدينية بالمساجد، بتاريخ أبريل 2010، على أن ختان الإناث يعتبر طهارة للمرأة وله ضوابط، مهاجمًا كل من يقول إن ختان الإناث حرام، حيث هاجم فى عام 2010 فضيلة المفتى حينها بعدما قال إن ختان الرجال واجب لكن لا يوجد دليل على ختان الإناث.

ونوه إلى أنه لا يوجد دليل يفرق ما بين ختان الرجال والإناث، معلقًا: "الدولة عايزه كدا والمخرج عايز كدا".

 

وكانت دار الإفتاء المصرية، قالت عبر موقعها الإلكترونى، فى فتوى رسمية: "الصحيح أن ختان الإناث من قبيل العادات وليس من قبيل الشعائر، فالذى هو من قبيل الشعائر إنما هو ختان الذكور باتفاق".

الإفتاء

وأوضحت أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية فى أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى الموروث الطبى والعادات، مضيفه: "بعد البحث والتقصى وجدنا أن هذه العادة تُمارَس بطريقة مؤذية ضارَّة تجعلنا نقول إنها حرام شرعًا".

تحريم الالتحاق بكلية الحقوق

وبتاريخ أبريل 2018، نشر الحوينى فيديو، من أحد دروسه الدينية بالمساجد، على صفحته بموقع "يوتيوب"، قال فيه إنه فى بداية حياته حرم الالتحاق بكلية الحقوق، واستدل على فتواه بتدرس الكلية لقوانين وضعية يضعها الإنسان ولا يكترث بالقوانين الإلهية، إلا قائمة الأحوال الشخصية فقط.

ليتراجع عن فتواه، ويؤكد أنه مباح دخول كلية الحقوق، ودراسة القانون الوضعى ولكن يحرم القضاء به إذا كان يخالف الدين.

من جانبه أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، فى فتوى رسمية، على الموقع الإلكترونى لدار الإفتاء المصرية، أن تحريم الدراسة فى كلية الحقوق وتحريم مهنة المحاماة ودراسة القانون، ليس من الإسلام فى شىء، وهو أمر مخالف لتعاليم الشرع الحنيف.

الإفتاء

 

دول الغرب مليئة بالموبقات

وهاجم الحوينى، خلال فيديو من إحدى حلقات برنامجه بقناة "الناس" الفضائية، فى أبريل 2010، مقولة الشيخ محمد عبده "عندنا ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين، فرجعت إلى بلدى فوجدت مسلمين ولم أجد إسلاميًا".

ليعلق الحوينى: "فين الإسلام اللى فى الغرب، هل الإسلام فى العمل والتقدم الحضارى فقط؟، كل الموبقات من زنا واللواط والسحاق والقتل وأكل الأموال بالباطل فى الغرب".

وتابع: "إحنا كمسلمين متخلفين والإسلام ليس السبب ولكن البلطجة ومخالفة الدين وسوء الإدارة هم السبب".

 

 

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز