البث المباشر الراديو 9090
الطفل حمزة
لم يكن يتخيل والد الطفل حمزة "ضحية الحق" فى المطرية أن يلقى مصرعه، على يد بلطجية، ليست لخلافات بينهما، أو تعرضه لحادث سرقة، بل لأنه أصر على حقه، ولم يطاوعهم فى التنازل عن قضية طفله الذى تعرض لمحاولة اغتصاب منذ عام، على يد أقارب قاتليه.

على مدار عام كامل يتابع عبد الهادى محمود، والد حمزة "طفل المطرية"، قضية ابنه البالغ من العمر 3 سنوات، بعد أن تعرض لمحاولة اغتصاب على يد 3 شباب، وبعد أن فشلوا فى جريمتهم، ألقوه من الطابق الخامس، وتم القبض عليهم، إذ كان واثقا فى القضاء وراضيًا بحكمه، كما كان واثقًا من قبل فى أجهزة الأمن التى لم تخيب ظنه وألقت القبض على الشباب المتهمين باغتصاب ابنه فى أقل من 48 ساعة.

الجريمة التى وقعت فى رمضان الماضى 2017، لم تُمح من ذاكرة الأهالى بعد أن وجدوا الطفل ملقى على الأرض غارقًا فى دمائه، يرتدى "بامبرز"، وتوجهوا به إلى المستشفى، حينها، حتى وقعت الجريمة الأخرى رمضان الجارى 2018، بقتل والد الطفل نفسه على يد أقارب المتهمين بجريمة الاغتصاب، لأنه رفض التنازل عن القضية فى مفاوضات استمرت لمدة عام، كان بطلها دفاع المتهمين وأسرتهم، الذين ماطلوا فى القضية عمدًا كل هذا الوقت.

ولم يجد أقارب الجناة الأوائل مفرًا من إصرار والد حمزة على حقه وحق طفله، إلا قتله، فدبروا له المكيدة واستدرجوه لمشاجرة أمام منزله، ظن أنها ستنتهى بتدخل الجيران كالعادة للفض بينهم، إلا أنه فارق الحياة بـ4 طعنات غدر فى جسده سددها له 5 متهمين، انتقامًا منه، لثباته على موقفه بالانتصار لدولة القانون والحق، ونفذوا جريمة هزّت شوارع المطرية وشرق القاهرة.

لم تهدأ أجهزة الأمن فى القاهرة منذ ارتكاب الحادث الذى تحول إلى قضية رأى عام، وشكلت فريق بحث يرأسه اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، ويشرف عليه اللواء خالد عبدالعال مدير أمن القاهرة، وتم القبض على قتلة والد الطفل حمزة، ليقبعوا خلف القضبان مع المتهمين فى جريمة الطفل نفسه.

نيابة شرق القاهرة، برئاسة المستشار إبراهيم صالح، باشرت التحقيق مع 5 متهمين فى واقعة القتل، وأمرت بحبسهم 4 أيام، على ذمة التحقيقات وطلبت تحريات الأمن، كما أمرت بتشريح جثة الوالد، والتصريح بدفنها.

لم يكن مشهد قتل والد حمزة فقط هو المؤثر على من حوله، بل بكى الجميع حينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة وهو يحتضن أولاده مرددًا "كان نفسى أحضر فرحكم.. وأشوفك عروسة يا مريم".

ندى واحدة من أقارب الأسرة المكلومة تقول: "من حوالى سنة فى 3 عيال حاولوا يغتصبوا حمزة ورموه من الدور الخامس، وهو حاليا مشوه فى المستشفى، ومن ساعتها القضية شغالة وأهل المتهمين رايحيين جايين على أبوحمزة علشان يتنازل، ولمّا مرضيش قتلوه".

وأضافت أن عبدالهادى كان يبكى على حال ابنه حمزة، بشكل يومى، والذى أصبح مشوها، بسبب تعرضه لجريمة هتك عرض.

وتفتح هذه القضية من جديد ملف ضياع الحقوق فى القضايا الجنائية، بسبب الخوف من ذيول الجناة، إذ إن عشرات القضايا يتم تحرير محاضر صلح فيها، بسبب تلقى المجنى عليه تهديدًا من أسرة أو أقارب الجناة، لم يفصح عنه لجهات التحقيق حتى تتخذ موقفها القانونى.

 

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز