البث المباشر الراديو 9090
نتنياهو
بين التحفظ تارة، والموافقة المشروطة تارة، والرفض المغلف تارة أخرى، لازال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يواصل آلاعيبه الملتوية في التعامل مع أي مقترح قد يفضي إلى إنهاء الحرب على غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وهو ما ظهر جليًا في تعامله مع المقترح الأمريكي الأخير الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن قبل أيام قليلة.

ذريعة نتنياهو

وعلى الرغم من أن المقترح الأمريكي لم يكن سوى مقترحات إسرائيلية كاملة، وفق ما أكدته واشنطن، إلا أن دولة الاحتلال، بزعامة نتنياهو، اتبعت نفس الأساليب الملتوية التي اتبعتها مع المقترحات المصرية، عندما ادعت زورًا وبهتانًا أن مصر أدخلت بعض التعديلات على المقترح، لتتخذ من تلك الأكاذيب ذريعة لرفض المقترح، ونسف محاولات التهدئة لحرب باتت تهدد الشرق الأوسط والنظام العالمي برمته.

ومع تتابع الأحداث، أكدت كافة المعطيات أن نتنياهو لا يرغب في إنهاء أزمة غزة، بل ويعمل بكل ما أوتي من مكر لإطالة آمد الحرب، حفاظًا على بقاء الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم من ناحية، من ناحية أخرى ضمان حماية نفسه سياسيًا وجنائيًا، إذ تنتظره المحاكمات القضائية داخل إسرائيل وخارجها.

تلاعب بالألفاظ والمواقف

وعليه، فقد أكدت كافة الشواهد ومسارات الأحداث أن مسألة إنجاز صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، أو الإفراج عن المختطفين، لايحتل لديه أية أولوية، بل ويعمل على التلاعب بالألفاظ وبالمواقف حتى يتهرب من أية إلتزامات تؤدي إلى حل الأزمة وإنهاء الحرب التي تلتهم المزيد من جنود جيشه كل يوم.

بايدن ضاق ذرعًا

وربما ضاق الرئيس الأمريكي نفسه ذرعًا من جموح نتنياهو، ففي في تصريحاته لمجلة "تايم" قال إن واشنطن لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، لكنه اعترف في الوقت ذاته بأن كل الأسباب تفضي إلى استنتاج مفاده بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل الحفاظ على نفسه سياسيًا.

ودعا الرئيس الأمريكي خلال تصريحاته لمجلة "تايم" الأمريكية، إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أنه يجب أن يكون هناك انتقال إلى حل الدولتين وهذا هو خلافي الأكبر مع نتنياهو.

نتنياهو يصفع واشنطن

ومع وصول الحرب على غزة إلى شهرها التاسع، ونفاذ صبر المجتمع الدولي أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومجازره ضد الشعب الفلسطيني في غزة، يواصل نتنياهو اللعب على أكثر من جبهة، من بينها التشكيك في مصداقية المقترحات التي أعلنها بايدن رغم أنها مقترحات إسرائيلية، وكذا محاولة تفريغ المقترحات من مضمونها من خلال رفض وقف إطلاق النار تمامًا، وإنهاء الحرب قبل القضاء على حماس، وإعلان أنه لن يتنازل عن ذلك حتى لو وافق على الصفقة، وخاصة في مرحلتها الاولي التي يمكن أن تشهد وقف إطلاق النار، ولكن ليس بشكل دائم.

ورغم الغضب الدولي، وقرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية، ولاسيما في مدينة رفح، دون إعطاء أية أهمية لمقترحات الهدنة، بما يؤكد النوايا السيئة التي يتبناها نتنياهو واليمين المتطرف، وعدم إعتزامه إنهاء الحرب على غزة.

مأزق نتنياهو

بينما لا يمثل الشارع الإسرائيلي وزن نملة لرئيس الوزراء المتطرف، فرغم ضغوط قوية يتعرض لها نتنياهو سواء من حكومته أو المعارضة، لكنه يفضل الاستمرار في التسويف وعدم اتخاذ قرار حاسم، سواء برفض الصفقة تمامًا، أو الموافقة التامة عليها، ومن ثم سوف يستمر في المناورة أملاً في إطالة عمره السياسي والبقاء بمأمن من المحاكمة والحساب، بل ويأمل نتنياهو في أن يكون الموقف النهائي لحماس رفض المقترحات، حتى يتسنى له الخروج من المأزق الذى وقع فيه.

الشواهد لا تبشر بخير في ظل وجود نتنياهو، فيما يؤكد أنه لن يوافق علي إنهاء الحرب تمامًا، ولا يمتلك الارادة لحل هذه الأزمة، ولا يعبأ باستياء واشنطن الواضح من مواقفه، ويتركز الأمل الوحيد حاليًا في استصدار قرار من مجلس الأمن لتأييد مقترحات الجانب الأمريكي لإنهاء الحرب التي تنذر بانفجار لا يمكن تدارك تداعياته في الشرق الأوسط.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز