البث المباشر الراديو 9090
انتخابات إسرائيل
تنتظر إسرائيل بعد شهر تقريبًا، إجراء الانتخابات التشريعية المبكرة للكنيست والمقررة فى 23 مارس المقبل، فى رابع استحقاق انتخابى للكنيست فى ظرف سنتين، وفى حين أنها محاولة لكسر الجمود السياسى فى البلاد، إلا أنها ستكون مختلفة عن الانتخابات الثلاثة السابقة التى جرت ما بين أبريل 2019 ومارس 2020، فتلك تشهد العديد من المعضلات التى تزيد من تعقيدات المشهد السياسى فيما يتعلق بتشكيل الحكومة المقبلة.

على الرغم من أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما زال المفضل شعبيا فى إسرائيل لترؤس الحكومة، إلا أن استطلاعات الرأى العام فى إسرائيل تشير إلى أنه قد يواجه صعوبات كبيرة فى تشكيل الحكومة المقبلة.

كشف استطلاع للرأى أجرته القناة الـ13 الإسرائيلية، أنه لو تم إجراء الانتخابات اليوم، فإن الليكود سيحصل على 29 مقعداً، متراجعاً بمقعدين عن الأسبوع الماضى، ولأجل تشكيل حكومة تحظى بثقة 61 نائبا بالكنيست الإسرائيلي، على الأقل، فإن نتنياهو سيخوض مفاوضات صعبة من أجل جمع شمل عدة أحزاب صغيرة فى حكومة ائتلافية واحدة.

اشتعال المنافسة

كما يبرز فى الانتخابات المقبلة حزب "أمل جديد" بزعامة القيادى السابق في حزب الليكود جدعون ساعر، والذى ترجح الاستطلاعات أن يكون الحزب الثالث من حيث القوة في إسرائيل.

الانتخابات الإسرائيلية

 

وينافس أيضا نتنياهو على تشكيل الحكومة المقبلة رئيس حزب "يمينا" الوزير السابق نفتالى بينيت الذى سيكون صاحب القول الفصل فى كل ما يتعلق بهوية الائتلاف الحكومى ورئيس الحكومة بعد حسم الصندوق، فلم يصرح حتى الآن بأنه لن ينضم إلى حكومة نتنياهو إذا لم يحصل على توصية من رئيس الدولة بتشكيل الحكومة.

وتظهر استطلاعات الرأى أنه لا يوجد بهذه المرحلة سيناريو لاحتمال تشكيل حكومة يمين واسعة ومتينة برئاسة نتنياهو، أو حتى تشكيل حكومة يمين مركز مستقرة برئاسة ساعر، ومقابل ذلك تتعزز حظوظ نتنياهو لتشكيل حكومة بأقصى اليمين إذا قرر حزب "يمينا" الانضمام إلى حكومة نتنياهو.

السيناريو الأكثر واقعية

وتستبعد استطلاعات الرأى سيناريو تشكيل حكومة برئاسة يائير لابيد، معتمدة على أحزاب معسكر المركز واليسار وأصوات القائمة المشتركة، فى حين يبقى السيناريو الأكثر واقعية لاستبدال نتنياهو حكومة يمين برئاسة ساعر وبينيت بدعم معسكر أحزاب المركز واليسار، دون الحاجة لدعم القائمة العربية المشتركة.

يائير لابيد

وتؤيد استطلاعات الرأى حصول معسكر اليمين على أكثر من 80 مقعدا بالكنيست من أصل 120 تتنافس عليها الأحزاب التالية: الليكود برئاسة نتنياهو، و"تكفا حدشاه" بزعامة ساعر، و"يمينا" برئاسة بينيت، و"يسرائيل بيتنو" بزعامة أفيجدور ليبرمان، والأحزاب الحريدية ممثلة فى "شاس" و"يهدوت هتوراة".

أما معسكر المركز واليسار الصهيونى فبالكاد يمكنه حصد 30 مقعدا، تتنافس عليها حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) بزعامة لابيد، وحزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلى، وحزب "ميرتس" برئاسة نيتسان هوروفيتس، وكتلة "أزرق أبيض" برئاسة بينى غانتس، فى حين ستحصل القائمة المشتركة على 10 مقاعد.

ومقابل رصّ الصفوف فى معسكر اليمين وإعادة التحالفات بين التيارات والحركات اليمينية وحتى المتطرفة منها، لوحظت بهذه المرحلة انشقاقات فى أحزاب المركز واليسار الصهيوني، وانسحاب الكثير من الشخصيات واعتزالها الحياة السياسية، وعدم التوصل إلى صيغة تفاهمات لتحالفات بقائمة انتخابية واحدة تمثل معسكر المركز واليسار.

خصوم نتنياهو

ويفما يخص شعبية نتنياهو، رأى محللون إسرائيليون أن هناك عدة أسباب أدت إلى صعوبة فوزه لتشكيل الحكومة تتمثل فى الأداء السيء لحكومة نتنياهو خلال جائحة فيروس كورونا، حيث عقب تراجع الحالات قررت الحكومة فى شهر مايو الماضى العودة من جديد تجنباَ للخسائر الاقتصادية فارتفعت الحالات بشكل كبير وصلت لأكثر من إصابة 2500 حالة فى اليوم الواحد.

نتنياهو

 

وإلى جانب ذلك، فإن نتنياهو كان يجذب الناخبين من خلال علاقاته المتينة مع الإدارة الأمريكية وخاصة إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، أما الآن فعقب انتخاب الرئيس جو بايدن، ليس من المعروف كيف ستكون العلاقة بين الرجلين. 

جميع تلك المؤشرات تفتح المجال أمام تكالب خصوم نتنياهو ضده بمختلف تياراتهم، وتحالفهم سويًا، من أجل إزاحة الرجل صاحب أطول مدة حكم في تاريخ وزراء إسرائيل، وحرمانه من الاحتفاظ بمكانه فى شارع بلفور، ولكن حدوث ذلك ليس بالأمر الهين.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز


اقرأ ايضاً