البث المباشر الراديو 9090
الحمل
أظهرت دراسة جديدة أنه ليس هناك علاقة بين إصابة الأم بالإنفلونزا أو عدوى أثناء الحمل، وارتفاع خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال، وذلك على عكس ما أشارت إليه أبحاث سابقة فى هذا الصدد.

وقال مؤلف الدراسة مارتن برينج، وهو طالب دكتوراه فى قسم الصحة العامة العالمية فى معهد كارولينسكا فى سولنا، السويد: "لم نعثر على دليل يشير إلى أن العدوى التى أصيبت بها الأمهات أثناء الحمل قد تسبب التوحد لدى الطفل".

وأضاف برينج: "يمكن أن تطمئن النتائج التى توصلنا إليها الأمهات الحوامل بأن العدوى الشائعة، مثل الأنفلونزا، أثناء الحمل لا يبدو أنها تزيد من خطر إصابة الأطفال بالتوحد أو صعوبات التعلم".

ويؤثر اضطراب طيف التوحد على واحد من كل 54 طفلًا فى الولايات المتحدة، وهو مصطلح شامل لمجموعة من اضطرابات النمو التى تؤثر على القدرة على التواصل والتواصل مع الآخرين، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

بالنسبة للدراسة، نظر الباحثون فى مخاطر التوحد لدى الأشقاء عندما أصيبت الأم بالعدوى أثناء حمل واحد ولكن ليس الآخر فى أكثر من 500 ألف طفل ولدوا بين عامى 1987 و2010. كما قاموا بفحص مخاطر التوحد لدى الأطفال المولودين لأمهات تم تشخيص إصابتهن به خلال العام السابق للحمل.

عندما قارن الباحثون بين الأشقاء، فإن أولئك الذين تعرضوا للعدوى أثناء الحمل لم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد من إخوتهم أو أخواتهم الذين لم يتعرضوا للعدوى. بالإضافة إلى ذلك، تم ربط النساء المصابات بالعدوى قبل عام من الحمل بمخاطر توحد مماثلة للعدوى أثناء الحمل، ولكن لم يتم ربطهن بخطر الإصابة بالإعاقة الذهنية.

تشير هذه النتائج إلى أنه من غير المحتمل أن الالتهابات أثناء الحمل هى التى تزيد من خطر الإصابة بالتوحد عند الأطفال. بدلاً من ذلك، يبدو أن أمهات الأطفال المصابين بالتوحد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بشكل عام، وليس فقط أثناء الحمل، كما قال الباحثون.

وقال برينج: "قد يكون سبب زيادة الميل للإصابة بالعدوى لدى هؤلاء الأمهات عوامل وراثية غير معروفة تؤثر على كل من خطر إصابة الأطفال بالتوحد، وكذلك قابلية أمهاتهم للإصابة بالعدوى".

اشتملت الدراسة على مجموعة واسعة من العدوى، وكانت النتائج متشابهة عبر أنواع العدوى وفترات الحمل.

تم إجراء البحث قبل جائحة كورونا العالمى. وقال برينج: "يجب أن تبحث الدراسات المستقبلية فى الآثار المحتملة لـ كورونا على وجه التحديد، وتحديد أى عوامل بيئية سببية وقابلة للتعديل يمكن أن تعمل أثناء الحمل، وكذلك دراسة أسباب زيادة معدل الإصابة بالعدوى بين الأمهات والأطفال المصابين بالتوحد".

وأشار برينج إلى أن الدراسة لا تتعارض مع الروابط الراسخة بين بعض أنواع العدوى الفيروسية المحددة أثناء الحمل، مثل عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV) والحصبة الألمانية (الحصبة الألمانية)، وخطر الإصابة بأمراض خطيرة فى النمو لدى الأطفال.

ووجدت الدراسة أن الباحثين نظروا أيضًا فى ما إذا كانت الأمهات المصابات بعدوى أثناء الحمل أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من إعاقة ذهنية كما تم قياسها من خلال اختبار معدل الذكاء، وقد يكون هناك خطر ضئيل متزايد للإصابة بالإعاقة الذهنية لدى هؤلاء الأطفال.

تم نشر النتائج فى 7 سبتمبر فى The Lancet Psychiatry.

وقالت ميلودى تسنج هى أستاذة مساعدة فى علم المناعة فى معهد أبحاث الأطفال فى طب وايل كورنيل فى مدينة نيويورك: "هذه الدراسة تعارض العلاقة السببية المباشرة بين إصابة الأم أثناء الحمل ومشاكل النمو العصبى لدى الأطفال".

وأضافت "الصحة العامة للأم بسبب عوامل وراثية أو عوامل بيئية / غذائية قد تكون عاملاً محددًا أكثر أهمية لخطر التوحد فى النسل [من العدوى أثناء الحمل]".

وأوضحت تسنج أنه من المحتمل أن تكون النساء الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى فى المقام الأول أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بالتوحد.

تابعوا مبتدا على جوجل نيوز